عن اليهود وإسرائيل!

TT

تصدر تباعا في دول الغرب وعلى نحو متواتر كتب لمؤرخين يهود تتناول تاريخ اليهود وحاضرهم ومستقبلهم، ومن بين هذه الكتب التي غزت المكتبات الفرنسية كتاب «اليهود والقرن العشرون» للمؤرخ اليهودي، ايلي بارنافي الذي عين في عام 2000 سفيرا لاسرائيل في باريس. يتناول الدبلوماسي والمؤرخ اليهودي بارنافي في كتابه الجديد تاريخ اليهود ابان القرن الماضي، من خلال بعض الروايات والتقارير والاحصاءات التي تم جمعها وتلخيصها بمعاونة من فريق البحث من الصحفيين والباحثين اليهود الذين ينتمون الى جنسيات فرنسية وامريكية واسرائيلية.

يعرض الكتاب لاثنين من المؤرخين اليهود يعتبران من اشهر مؤرخي القرن العشرين، هما ارنست كنتورويزس الالماني الجنسية ومارك بلوشي الفرنسي اللذان التقيا اثناء الحرب العالمية الثانية وجها لوجه وكل منهما يحمل سلاحه ضد الآخر. ويشير الكاتب الى انه بالرغم من ان ارنست ومارك كانا يهودين الا ان ظروف الحرب كانت سببا في ذلك العداء الذي نشب بينهما، لكن مع مرور الوقت نشأ بينهما احترام متبادل، كما اختلف مصير كل منهما عن الآخر، فقد هرب ارنست الى الولايات المتحدة الامريكية بينما اطلقت النار على مارك من قبل الجيش الالماني في عام 1944، وتوفي وهو يهتف بصوت عال يملؤه التحدي: تحيا فرنسا.

اما الامر الذي ساعد على الصدى الواسع الذي قوبل به الكتاب في فرنسا واسرائيل والولايات المتحدة الامريكية فهو استعانة المؤلف بالمؤرخ اليهودي سول فريد لاندر، الذي تعرض للتعذيب الشديد من قبل النازي من اجل الاشراف على تحرير الكتاب. ولقد اختار كل من ايلي بارنافي وسول فريد لاندر لافتتاحية الكتاب محاضرتين في تاريخ اليهود في القرن العشرين، تشرح المحاضرة الاولى الدور النشيط والمتواصل الذي قام به اليهود في التأريخ للحركة اليهودية، كما تؤكد المحاضرة الثانية ان التغييرات التي طرأت على الساحة الدولية بعد عام 1945 والتي من نتيجتها اقامة دولة اسرائيل، هي بداية مرحلة جديدة ومختلفة للعالم بأسره.

ومن الاحصاءات التي وردت في الكتاب احصائية تشير الى ان عدد اليهود في العالم في عام 1900 بلغ 11 مليون نسمة، استقر 9 ملايين منهم في اوروبا الشرقية، بينما عاش الباقي في دول مختلفة. وبعد مرور قرن من الزمان تزايد عدد اليهود الى نحو 13 مليون نسمة يعيش 7 ملايين منهم في الولايات المتحدة الامريكية، بينما يعيش 5 ملايين في اسرائيل والمليون الباقي موزع على دول العالم.