لا صوت يعلو.. فوق الإرهاب

TT

لم تتحول الأمم المتحضرة.. الى متحضرة الا عندما قطعت العلاقات مع عقلية العنف والاحتراب والسلاح.

ليس هناك سوى أحد اختيارين، اما الظلام او النور، واما السلام او الاحتراب، اما الحرية واحترام الانسان لأخيه الانسان، واما الفوضى والغرق في مستنقع لا ينتهي من التخلف.

تتلفت ذات اليمين وذات الشمال في العالم العربي من البحر الى البحر فتشعر بالخوف من المستقبل وعلى المستقبل، تجد حالة خطيرة من الاحتراب والاحتكام للسلاح، ولا تسمع سوى صوت الخارجين عن القانون فلا صوت يعلو فوق صوت الارهاب!!

كل قوى الخير والتقدم والطمأنينة في اليمن لا وجود لها على خارطة أخبار اليمن، لا خبر سوى تمرد الحوثي وقتل اليمنيين من أفراد جيشه ومن القوات المسلحة، والجيش اليمني في حالة مخيفة حيث يقتل أبناء وطن واحد بعضهم بعضا.

كل أخبار التنمية واعادة البناء والحريات وانزياح الكابوس لا نسمعها في العراق.

فليس هناك صوت أعلى من صوت جيش المهدي والتحصن والتمترس بدور العبادة وحرق النفط وقطع الطرق واختطاف الأبرياء، كل اصوات المجتمع المدني النظيف غائبة او مغيبة، كل صورة جميلة لعراق جديد تم تغييبها فلا صوت يعلو فوق صوت الرصاص و القتل.

كل السودانيين الطيبين الوادعين، الأمهات اللوتي يربين أطفالهن والرجال الذين يكدحون من اجل لقمة خبز شريفة، كل الفنانين والشعراء والمبدعين لا نسمع عنهم شيئا، فلا صوت يعلو فوق صوت عصابات الجنجاويد، وحالة الاحتراب والجيوش السودانية المقاتلة، والجوع والخوف في دارفور.

لم نعد نسمع من ثورة المليون شهيد، وعن الشعب الجزائري شيئا جميلا، كل الأخبار الجميلة غائبة. فالحاضر الاكبر هو الذئاب البشرية التي تفتك بالناس في الأرياف والقرى الجزائرية.

هل نحن أمة تنتحر بشكل جماعي، هل غسلت قوى الخير والسلام يدها وانزوت وتركت الساحة للبندقية. ما هذا الصمت المخيف لكل قوى الخير والطمأنينة. والى متى يظل صوت التوحش والارهاب هو الصوت الوحيد؟!