أهلاً.. بالظروف الراهنة!!

TT

تغير الدول دساتيرها لاجراء مزيد من الحريات، أو لأن الدستور في بعض مواده قد تجاوزه الزمن، لكنها المرة الأولى التي نسمع فيها هذا التفسير السوري ـ اللبناني الرسمي لتغيير دستور لبنان وتمديد رئاسة الرئيس لحود وهو تفسير غريب وعجيب وغامض!!

السبب في تغيير الدستور اللبناني هو «الوضع الاقليمي الحساس» و«الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة» ولا ندري ما علاقة الوضع الحساس والوضع الراهن والظروف التي تمر بها المنطقة بتمديد رئاسة الرئيس لحود!!

هل نتذكر اننا منذ ان وعينا على الدنيا كانت خطابات الزعماء العرب وخاصة الذين أذلوا شعوبهم تتحدث عن الظروف الراهنة والظروف الحساسة، والحالة التي تمر بها الأمة العربية. وتم انتهاك الحريات وسرقة لقمة الشعوب تحت مسميات وشعارات الظروف الراهنة، والمؤامرات الصهيونية. وكل قرارات القمم العربية دون استثناء تتحدث عن «الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية»، واذن ما هو الجديد؟! عمرنا كله هو عمر الظروف الراهنة فما الذي تغير؟

ثم ما علاقة تغيير الدستور اللبناني بالظروف الاقليمية الراهنة. هل لبنان هو لاعب اساسي في الساحة، ونقصد لبنان الرسمي أم هو دولة مغيبة عن الساحة بفعل فاعل ولماذا بالذات يستطيع الرئيس لحود مواجهة «الظروف الراهنة» ولا يستطيع أحد غيره ان يفعل ذلك!! والأغرب ان هناك من يقول ان بقاء الرئيس لحود هو دعم للمقاومة، فهل الرئيس لحود هو اللبناني الوحيد الداعم للمقاومة؟ ويقولون ان بقاء الرئيس هو ضد توطين الفلسطينيين فهل هو الداعية الأوحد ضد توطين اللبنانيين؟ ويقولون ان وجود الرئيس لحود هو ضمانة لسورية، وهو كلام غريب فأغلبية السياسيين اللبنانيين الحاليين لا «يشكون خيطا بابرة» دون مشاورة دمشق!!

أخطر ما في العملية اذا استمر السيناريو الحالي في لبنان هو استخدام لبنان كوطن وشعب ومؤسسات كورقة مفاوضات صغيرة في المفاوضات الاقليمية، واضعاف لبنان هو ما سيفتح ابواب جهنم، وسيعطي لاسرائيل قوة حقيقية للتدحل تحت ذرائع كثيرة اهمها واخطرها هو ان لبنان لم يعد قراره بيد أبنائه، والاهم من ذلك هو الثمن السياسي الذي يمكن ان يدفعه لبنان وتدفعه سورية من اجل تمديد سنوات لرئيس جمهورية مهما كانت مواصفات وقدرات هذا الرئيس مع التقدير والاحترام للرئيس لحود.