هل يعود حجر رشيد؟

TT

هل تنجح مصر في استعادة «حجر رشيد»، الأثر التاريخي القديم الذي يرجع تاريخه الى أكثر من ألفي سنة، والذي يعد من أهم مقتنيات المتحف البريطاني الآن، باعتباره مفتاح فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة؟ وهل تنجح مصر في إطار حملتها الحالية لاستعادة الآثار المصرية المسروقة والموجودة في متاحف العالم في الحصول على التمثال النصفي للملكة «نفرتيتي» من متحف برلين وتماثيل الملكة «حتشبسوت» من متحف المتروبوليتان في نيويورك، والمسلة المصرية الموجودة في ميدان «الكونكورد» والتي تعد من أهم معالم باريس.

تشير صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية في تقرير لها صدر أخيرا إلى تهديد مصر على لسان الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الاعلى للآثار المصرية بانه اذا لم يقم المتحف البريطاني بإعادة «حجر رشيد» الى مصر طواعية فسوف يسلك كافة السبل لاستعادته، وانه سوف يكثف من حملته للمطالبة باعادته الى مكانه الطبيعي في المتحف المصري بالقاهرة بعد ان ظل معروضا ضمن مقتنيات المتحف البريطاني في لندن منذ عام 1802 .

يقول الدكتور زاهي حواس لصحيفة «الصنداي تليغراف»: «اذا اراد البريطانيون تخليد ذكراهم في مصر، فان عليهم ان يعيدوا الينا «حجر رشيد» لانه يعد من اهم رموز هويتنا المصرية. اما اذا لم تستجب بريطانيا الى طلب مصر، فسأجد نفسي مضطرا لاستخدام استراتيجية مختلفة في التعامل مع المتحف البريطاني. حيث ان هناك مستويات متعددة للمفاوضات الجارية بيننا، وآمل ان يتخذ المتحف البريطاني خطوة ايجابية في هذا الشأن حتى لا ألجأ الى أسلوب لا تحبه الحكومة البريطانية. فالقطع الأثرية التي سرقت من مصر يتوجب إعادتها اليها».

واشار التقرير الى امين قسم آثار مصر والسودان القديمة في المتحف البريطاني الذي عبر عن تعاطفه مع دعوى حواس، لكنه قال ان التشريع الخاص بمسألة اعادة القطع الأثرية يمنع اعادة «حجر رشيد» الى مصر بشكل دائم.

و«حجر رشيد»، الذي يعود تاريخه الى 196 عاما قبلا الميلاد، واكتشفته القوات الفرنسية عام 1799 في رشيد غرب الدلتا، ترجع أهميته الى انه كان المفتاح لكشف مغالق نص هيروغليفي كان مصحوبا بترجمة يونانية. ورغم ان «حجر رشيد» كان يعد من أثمن الغنائم التي حصل عليها نابليون قائد الحملة الفرنسية على مصر، إلا أن الفرنسيين سلموه لبريطانيا بمقتضى معاهدة الإسكندرية عام 1801.. وفي رأيي المتواضع ان يبقى مكانه حتى لا يُضاف الى المخزن في المتحف المصري.

[email protected]