رسالة إلى «مستر أمن»: أنظر كم أنت مفيد لنا!

TT

يسمونك في إسرائيلك «مستر أمن».

نسميك في ديار العرب، من بين اسمائك العديدة، «مستر مفيد».

انت كما هو معروف عضو مؤسس لمنظمة ارغون الارهابية وآخر مخلفات مؤسسي اسرائيل. في الرابعة عشرة انتسبت عضوا في عصابة الهاغاناه. في العشرين شاركت في حرب 48 واصبت في بطنك وكدت تفطس لو لم تنقذ في اللحظة الاخيرة (هل نقول يا للأسف!) لا. فلم يكن موتك ليغير شيئا لأنه لا بد للروح الصهيونية النازية من امثالك من جنرالات الدم والدمار. بدأت «مجدك» العسكري بمذبحة «قبية» عام 1953 عندما قدت جنودك القتلة من الوحدة 101 التي ضممت اليها عددا من المجرمين المحكومين بمدد سجن طويلة! فقتلتم 69 فلسطينيا وفلسطينية من المدنيين العزل.

ولما فرغت من تنفيذ المجزرة وذهبت منتشيا الى ملككم «بن غوريون» قال لك فيما كان يداعب سبطانة رشاش تشيكي «لا يهم ما يقولون في العالم (يقصد عن المذبحة)، المهم كيف ان هذا سيؤثر في الميدان». أي كيف سيرعب الفلسطينيين ويعجل في تطهيرهم من ارضهم. في حرب 1973 (بسبب افساد السادات لما خطط له بطل العبور الحقيقي الفريق سعد الدين الشاذلي) تمكنت من اختراق ثغرة الدفرسوار، فسماك بنو صهيونيتك «بطل العبور» و«منقذ اسرائيل». في 1982 جئت الى حكومة المجرم مناحيم بيغن (المطلوب دوليا) متأبطا خرائط شرك الدموي الذي (ستنشره) في لبنان وفقا لخطة غزو راهنت حكومتك على انجازها على اتم وجه بدون تدخل عربي (وقد مات ناصر وعزل السادات مصر). كان للغزو خطتان، واحدة رسمية مطروحة خرائطها على طاولة غرفة العمليات الحربية قدام رئيس الوزراء مناحيم بيغن والتي كانت تحدد مدى التوغل العسكري داخل الاراضي اللبنانية بـ40 كيلومترا.

لكنك بعد 3 ايام من بدء الغزو دفعت بغزاتك الى بيروت تنفيذا للخطة التي في ذهنك منقادا وراء خيالك الشخصي حيث يداعبك حلم ان تصبح ملك اسرائيل الذي رمى المقاومة الفلسطينية الى البحر، في مرة واحدة، والى الابد! (اعتبر بنو جلدتك الصهيونية انك خدعت زعيمك. عندنا لا فرق بينك وبينه في مدى الغزو او عدد الجثث.

اردت ان ترتكب مذبحة تليق بروحك الصهيونية العنصرية المجبولة من حقد تلمودي عفن فكان لك ذلك. استخدمت الميليشيات اللبنانية الانعزالية لتقوم لك بالعمل القذر. امنت لهم الحراسة والسلاح وحتى الكوكايين والبلولايبل واطلقتهم كالكلاب الوحشية في ليل المذبحة. بعد 48 ساعة قتل متواصل، توجت مجدك الصهيوني بدرة تاجك الدموي. صبرا، شاتيلا، هولوكوستك الخاص كمجرم حرب مرتكب جرائم انسانية.

ثم.. ماذا جنيت من غزوك للبنان؟.. طردت منظمة التحرير منه، وفركت كفيك كمراب استوفى ارباحه المركبة! ظانا انك قد حققت الامن لبني صهيونيتك الى الابد! ولكن غرورك واحساسك بالتفوق الصهيوني العنصري منعك ويمنعك من ان تعي حقيقة ان جيشك قد يهزم جيشا او جيوشا نظامية، لكنه لن يقدر ان يدمر روح المقاومة.

فما ان اخرجت منظمة التحرير من لبنان الى المنفى التونسي، حتى شبت في وجهك ووجه جيشك المغرور الصلف نار «حزب الله» الموقدة، هل نقول لك تهكما: شكرا لك «مستر مفيد» لأنك عجلت بانبثاق حزب الله، المثال الملموس الذي مرغ «اسطورة» جيشك الذي لا «يقهر» في الوحل، وجعل بني جلدتك الصهيونية يتفقون جميعا، لأول مرة، انهم هزموا وخسروا حربهم في لبنان، واندحروا مذعورين في نهاية المطاف بلا قيد ولا شرط ولا معاهدة سلام (ولا بطيخ!!) وقد فطس الف منهم خلال عقدين، بينما ترى نسبة كبيرة من الاسرائيليين انهم لم ينهزموا في حرب اكتوبر 1973 وان خسروا معركة، فهم ربحوا ثغرة الدفرسوار الشارونية التي أدت الى وصول القوات الاسرائيلية عند الكيلو 101 على طريق القاهرة.. والاهم ـ في ما بعد ـ انهم تمكنوا من عزل مصر من قيادة الامة العربية في صراعها ضد الصهيونية، ومقابل ذلك كنت على استعداد «سيد جرافة» ان تفكك مستوطنة يامت في سيناء من اجل عيون «السلام» المستفرد بمصر، وهو ما يجعل خيال بعض العرب يذهب بهم بعيدا، فيظنك قد تفعلها مرة اخرى بمستوطنات الاراضي المحتلة! فهل تفعلها وانت «سيد بلدوزر الاستيطان المقدس» المسؤول عن اقامة 240 مستوطنة في الجليل والضفة ما بين الاعوام 1978 ـ 1981.

ولنعد الى حصاد غزوك للبنان، فرغم الموت والدمار وبطش الاحتلال، لم يقدر جيش بني صهيونيتك ولن يقدروا ان يطفئوا نار الله المتقدة في الصدور المؤمنة. انها روح الجهاد التي لا تظهر في الرادار ولا تطال بالدبابات والصواريخ والطائرات ولك في حزب الله عبرة لكنك مستر «لا يعتبر». لم تعتبر من ان المقاومة الفلسطينية التي ظننت انك اقتلعتها الى الابد بعدما طردت منظمة التحرير من لبنان، اشتعلت انتفاضة حجارة من سجيل يرميها صبية ابابيل، لأن اهل فلسطين لم يعودوا يعولوا على تحرير يأتيهم من الخارج.

سبع سنوات انتفاضة اولى، انتهت بوصول عرفات وصحبه الى غزة عن طريق اوسلو. ولتجد نفسك مجبرا على مفاوضة الرجل الذي اعتقدت انك رميت به ورجاله الى بحر الغياب النهائي.

وكصهيوني شايلوكي، تصورت ـ رغم مقتك لاتفاقية اوسلو ـ امكانية اعادة انتاج عرفات وشرطته في صورة لحد ومليشياته! لكنك، مرة جديدة، كصهيوني شايلوكي متغطرس، لم تعتبر يا «مستر شر». ذهبت عن سبق اصرار وتصميم وترصد كي تدنس ببطنك الشره المتهدل كخنزير معلوف، مسرى حبيب الله الطاهر.. فكانت انتفاضة المطهر. فانظر كم انت مفيد لنا! يا ابن العم!!!! ها هم كل الفلسطينيين مصهورون في روح واحدة، تلك هي روح التطهر من دنس صهيونيتكم واكراهات ومهانات تسلطكم، وتحرير الارض من جند احتلالكم وقطعان مستوطنيكم. وذلك ممكن وفي وقت منظور اذا ما صحت بقية الاعضاء المخدرة وتداعت للعضو، الطاهر المقاوم، بالدعم الملموس بالعمل المحسوس.