تحديات قمة عمان

TT

قمة الأردن القادمة هي أول قمة عربية تعقد بشكل طبيعي ودوري، فكل القمم العربية بدون استثناء كانت قمم أزمات وكوارث، منذ قمة انشاص التي رعاها الملك الراحل فاروق رداً على المشروع الصهيوني في فلسطين، مرورا بقمة تحويل مجرى الأردن، ومذبحة ايلول واحتلال الكويت وغيرها من القمم التي تمت في ظروف استثنائية ومعقدة.

هذه القمة سيكون مصيرها الفشل المحتوم اذا تركت قضايا التنمية والتكامل الاقتصادي، واقامة شبكة من المصالح التي تربط شعوب المنطقة، ودخلت في معمعة الصراعات السياسية العربية التي لا تنتهي.

أمام القمة فرصة وضع آلية للعمل العربي المشترك، عبر تشكيل مؤسسة للقمة، ووضع برنامج متدرج لربط العرب بشبكة من المصالح الاقتصادية التي هي المدخل الوحيد لوحدة سياسية على الأمد البعيد، وترك قضايا الخلافات والمشاحنات الجانبية، وفتح الملفات والانتهاء باصدار بيان يتحدث عن نجاح مزعوم بينما يعلم الجميع ان الاختلاف الواضح هو افضل للأمة من الاتفاقات الغامضة، وان اصدار بيانات ختامية تتحدث في كل شيء، ولا تقول شيئا سوى التكرار الممل لعبارات عاطفية عفى عليها الزمن، واكل عليها الدهر وشرب ونام، هو عمل سيعيد الى نقطة الصفر.

مطلوب وضع تصور مشترك للتعامل مع قضية السلام مع اسرائيل، والابتعاد عن فتح ملفات الأزمات العربية ـ العربية عبر الصلح العشائري الذي اثبت فشله بكفاءة نادرة، واذا كان هناك اصرار على طرح قضية «المصالحة العربية»، فان البداية هي المصارحة والوضوح والشفافية التي تستهدف معرفة نقاط الاختلاف والتباين، لا بهدف انهائها بوصفة سحرية، بل بهدف الاتفاق على ما يمكن الاتفاق عليه، وترك قضايا الخلافات المزمنة لصالح برنامج تكامل اقتصادي مشترك سيجد الجميع في نهايته ان كثيرا من الخلافات السياسية يمكن استيعابها وحلها.

بدأ العرب وحدتهم بالشعارات والكلام العاطفي، وبدأ الآخرون وحدتهم بربط شبكة مصالح. وانتهى العرب الى مزيد من الفرقة، وانتهى الآخرون الى وحدة سياسية اندماجية.

فهل نتعلم شيئا يساعدنا على انجاح قمتنا القادمة؟