أربعائيات ـ حفلة من الضوضاء!!

TT

ما هذا الضجيج المرتفع.. متى ترتاح ارواحنا من زعيق لا ينتهي، وعواصف رملية لا تنتهي.. وأصوات نشاز ترتفع ذات اليمين وذات الشمال!! متى نستبدل الزعيق بأصوات امواج البحر في ليلة مقمرة، وبأصوات عصافير حرة تطير في البرية، متى نستبدل الألوان القبيحة التي تملأ الشوارع والبيوت بألوان اجنحة الفراشات الملونة الشفافة!!

متى يأتي صباح جميل نشرب فيه قهوتنا على انغام الطمأنينة والشعور بأن الحياة حفلة جميلة قصيرة لا تحتمل كل هذا الضجيج!!

فلتهدأ ارواحنا قليلا.. لنتذكر ان الرحلة قصيرة، ان ملايين الأمواج قد ضربت السواحل وتكسرت على الصخور من دون ان يسأل عنها احد، وان ملايين الطيور تموت كل يوم من دون ان تلاحقها بنادق الصيادين، وان سمكا ملونا كثيرا ليس لديه القدرة على الاستمرار في الحياة، وان ريحا شمالية تمر كل يوم على قلوب العاشقين فتزيدهم عشقا وتألقا!!

لماذا يغيب التأمل واحلام اليقظة في ظلمة الضوضاء التي لا ترحم، والأصوات النشاز التي تكره الهدوء، والأفواه التي تمارس النميمة بامتياز، والاذان التي تطرب لأصوات هذه النميمة!!

من ينقذ طيور النوارس التي انكسرت اجنحتها من طول مسافة الرحلة، ومن يوقف المجازر التي تحدث كل يوم في الحدائق بحق الزهور، ومن يطمئن شجر الحدائق بأن فأس الفلاح ستكون حانية!! هل هناك فأس تمارس الحنية، وسكين تمارس المزح، وبراكين وزلازل تمارس العناق!!

كلها ستمر، أسودها وأبيضها، حلوها ومرها. الزمن لا علاقة له بكل ذلك. الزمن يمارس الحياد. ونحن الذين نعطي للزمن معنى الفروسية او الخوف. الجمال او القبح، المحبة او الكراهية!!

لسنا عبيد الزمن، انه نادل بسيط لدى كل واحد منا. الزمن صديق جميل اذا أحسنا التعامل معه، وعدو غادر اذا استمرت حفلة الضوضاء!! فلنهدأ قليلا!!