أنظر إلى صورة قديمة!

TT

ظاهرة غريبة رصدها الباحثون، وهي ان الزمن يمضي سريعاً ولكن العمر يبطئ وهذا ما يجعلنا نرى من يبلغون الخمسين من عمرهم يبدون ويشعرون أصغر بكثير مما كان يشعر اباؤهم عندما وصلوا الى هذه المرحلة العمرية.

ولكن هل سن الخمسين أصبح الثلاثين؟ يقول الباحثون إنه من الصعب التحديد بالفعل، ولكن الواقع هو أن الإنسان الآن أصبح يعيش اطول وبحيوية أكثر، وهو بالفعل أصبح مظهره أكثر شباباً عن والده عندما كان في نفس العمر وذلك كما تؤكد د. جيسي روث أستاذة الطب بجامعة جون هوبكنز، وبالنظر الى البوم العائلة سوف تظهر هذه الحقيقة واضحة، ويا حبذا اذا كان هناك صور ترجع الى خمسين عاماً الى الوراء. فإذا نظرنا الى تلك الصور فسوف نجد ان الأشخاص الذين يظهرون بها يبدون بالفعل متقدمين في السن بمعنى وجود الشعر الأبيض أو الصلع بالنسبة للرجال هذا بخلاف الجلد الذي تظهر به التجاعيد والنظرة المرهقة التي كانت تطل من وجوههم.

ولكن يجب ان نؤكد ان الملابس وطريقة تصفيف الشعر والمكياج هي جزء من المظهر الشاب للإنسان. الرجال لا يلبسون مثل آبائهم وأجدادهم، فالملابس أكثر بساطة مما يضفي روح الشباب.. هذا بالإضافة الى ان معظم الأجداد في سن الستين أو السبعين لم يكن لديهم أسنان. اليوم يستطيع الناس الاحتفاظ بأسنانهم حتى بعد سن السبعين. ووجود الاسنان والاعتناء بها ينقص من المظهر العمري للإنسان، بمعنى انها تجعله يبدو أكثر شباباً خاصة اذا تم الاستعانة بطبيب الأسنان لجعلها تبدو بيضاء. ويؤكد د. فريدمان أن صحة الاسنان اليوم في تحسن مستمر وقد أبطأ التقدم العمري وذلك منذ ظهور العلاج بالمضادات الحيوية في عام 1945.

والتغيير في المظهر العمري قد يظهر جلياً في المرأة أكثر من الرجل، فحتى الستينات كانت الغالبية العظمى من النساء يعانين من نقص في الحديد ولكن تغير هذا عندما بدأت الدعوة الى تناول الأطعمة الغنية بالحديد. ومن اهم أعراض نقص الحديد الشعور بالتعب والإرهاق والصداع والضعف. في هذا الوقت لم تكن المرأة أيضا تمارس الرياضة فقد كانت مرهقة وضعيفة، الآن تجد المساعدة والمساندة من الأطباء ومن العقاقير ومن ممارسة الرياضة.

ولا ننسى ان التقدم في العمر هو اتجاه وموقف من الحياة يستمده الإنسان، فالمرأة في العشرين قد تشعر بأنها في الأربعين وامرأة الستين قد تشعر انها في العشرين، انه شعور ينبع من داخل الفرد ونظرته للحياة من حوله.

وعلى كل حال فهذا البحث هو بالفعل نظرة تفاؤلية لهذا العصر، وعلى عكس الاعتقاد بأن الماضي كان أفضل من الحاضر.. والأعمار بعد ذلك كلها بيد الله.