الهواوي

TT

في مدينة دبي، وفي مياه خليجها سوف يقام فندق نصفه مغمور تحت الماء، ونصفه العلوي يستنشق الهواء، وهي مدينة تقدم كل يوم ما هو (فانتزي)، أو صرعة، ويبدو لأول وهلة أن أي مشروع تقدمه يبدو ضحكة أو أكذوبة، ولكنه بعد قليل يكون حقيقة ماثلة للعيان، وأدهى من ذلك انه مربح.

وهناك الكثير يتساءلون ومن ضمنهم أنا: إلى أين تمضي تلك الإمارة الصغيرة في حجمها، والكبيرة في طموحها ومغامراتها؟!، هل هي (فقاعة صابون) مثلما يتصور البعض، وأنها سوف (تنفقع) بعد حين، وتفقع معها مرارة كل من ركضوا إليها واستثمروا فيها؟!، أم هي واقفة على قدم وساق فوق ارض صلبة، وان من خططوا لها، خططوا صح، وبدأوا في الوقت المناسب، واستشرفوا المستقبل، وضربوا عرض الحائط بكل المحاذير الهلامية التي (لا ترحم ولا تترك رحمة الله تنزل عليك).

طبعا تكاد أن تكون إمارة دبي الصغيرة، هي مدينة دبي الكبيرة، وفيها الأقل من القليل من البترول، غير أنها تساهم بما لا يقل عن الثلث من دخل الإمارات.

دبي لا يكاد يكون فيها أي آثار، ومع ذلك فعدد السياح الذين يتقاطرون عليها أكثر من عدد السياح الذين يزورون مصر التي فيها ما لا يقل عن نصف آثار العالم.

ودخل دبي التي لا يزيد عدد سكانها عن نصف مليون، يكاد أن يعادل دخل المغرب الذي عدد سكانه يزيد عن 35 مليونا.

ولتلك (الدبي) طموح لأن تنافس إن لم تتفوق على هونغ كونغ، وسنغافورة، وليس مستبعدا أن تفعل ذلك، رغم أن موقعها الجغرافي كمكان مميز ليس في كفاءة موقع مدينة عدن، التي ضيعت على مستقبلها الفرصة، ابتداء من (الستينات وأنت طالع)، في الوقت الذي كانت مرشحة ومؤهلة، إلى أن تكون (درة) الأسواق الحرة والسياحية بعد الخمسينات ـ أي بعد أن يخرج البريطانيون منها ـ وذلك لما حباها الله من موقع مميز مثلما ذكرت، ولكن (الحلو ما له نصيب في حلاوته)، فقدمت تلك الفرصة السانحة التي اجزم أنها لن تعود، قدمتها مع الأسف على طبق من (دفتر شيكات مفتوح) إلى سنغافورة التي فعلت العجائب فيما بعد.

اترك دبي وأخواتها، وأعود لموضوع الفنادق، وقد قرأت أخيرا انه في جزر (البهامز) ـ ما غيرها إن كان أحد منكم يتذكرها، وسبق له أن استلقى على شواطئها، كأي (جعران) ـ سيقام في ذلك المكان من العالم أيضا فندق ولكنه مغمور بالكامل تحت الماء على عمق أكثر من عشرين مترا، وغرفه تتخذ الواحدة منها شكل مركبة تعمل بالضغط المنظم على غرار الغواصات.

ومن أراد منكم أن يستعلم عبر (الإنترنت) عن ذلك الفندق للحجز فيه قبل أن يفنى عمره فهو: POSEIDON UNDERSEA RESORT .

أما بالنسبة لي فلا شيء يستهويني أكثر من الهواء الطلق، لأنني بالفعل هوائي النزعة، (وهواوي).