فرصة جديدة

TT

اكتشفت مؤخرا، وربما بعد فوات الاوان، ان هناك شركات اوربية تقوم بمهمات التغطية على الخيانات الزوجية. يستطيع التاجر البريطاني الذي يريد ان يقضي عطلة نهاية الاسبوع مع عشيقة في باريس ان يتصل بإحدى هذه الشركات لترتب له الامر مع زوجته الغيورة والشكاكة. تفتح الشركة مكالمة للزوجة: المستر فلان موجود؟ نريد حضوره في باريس ليوقع على المقاولة الفلانية ونتفق على التفاصيل، ثم يواصلون توجيه رسائل وايميلات في الموضوع حتى تقتنع الزوجة تماما بأن زوجها ذاهب الى باريس لعمل سيدر على الاسرة بألوف اليوروات. ولكل شيء سعره كما فهمت، المكالمة فقط بعشرين يورو. توجيه رسالة بثلاثين يورو وهكذا.

قلت سمعت بذلك بعد فوات الاوان لأنني لم انتبه لامكانيات هذا العمل التجاري واستفيد من خبرتي واحصل لنفسي على دخل محترم من هذا العمل بدلا من الاشتغال في الصحافة والكتابة في القضايا العربية.

ليس لمثل هذه الشركات اي وجود في بلادنا لسبب بسيط هو ان لا احد منا يعبأ بما ستشعر به الزوجة من غيرة او زعل او تستطيع تطليقه. ولكن خطر لي ان هناك خطا تجاريا مشابها. وهو التغطية على السرقات والرشوات. فمثلا ان كثيرا من الصحافيين والمفكرين العرب تسلموا سيارات مرسيدس من صدام حسين. وكثيرا من المسؤولين بنوا قصورا شامخة او اشتروا فيلات راقية في اوربا وامريكا.

يثير كل ذلك شبهات الناس، ويغرس الغيرة في نفوس بقية الكتاب والمفكرين. وغيرة الكتاب من بعضهم بعضا اكبر بكثير واقسى من غيرة المرأة.

هنا الحاجة لشركة تقوم بالتغطية والتستر لهم. مثلا عندما يتسلم الكاتب مرسيدس من صدام حسين، تضع الشركة اعلانا في الجرائد عن قيام شركة مرسيدس بتكليف بعض الادباء بتجربة موديل سيارتها الجديدة. وعندما يقيم وزير وليمة فاخرة في قصره المنيف الجديد تقوم الشركة بتوجيه الدعوة بعنوان قصر سلطان صمودرا الذي اعاره السلطان لمعالي الوزير. بالطبع لا يوجد في العالم سلطان ولا سلطنة بهذا الاسم ولكن مثقفينا لا يعرفون ذلك. فلا يتصور احد ان هذا القصر يعود للوزير وسرقه من اموال الدولة.

وعندما يذهب الوزير لقضاء اسبوع في سويسرا مع مذيعة من مذيعات التلفزيون، يرتبون له مقابلة اذاعية عن المفاوضات التي اجراها بشأن القضية الفلسطينية. اكتب كل ذلك كطرح لمشروع تجاري مضمون العوائد لكل من يفكرون بكسب الفلوس بأي ثمن. اي كلنا جميعا.