العراق.. خانة المتفائلين!

TT

العنف والقتل في العراق هما الاستثناء. الاستقرار هو القاعدة. كل مؤشرات العنف العراقي تقول ذلك. والعنف في العراق بلا مستقبل.

تاريخ العنف يقول ان استمرار العنف رهن برغبة الناس في استمراره لتحقيق هدف محدد. والعنف في العراق يستهدف الناس وخاصة الابرياء، اطفالا ونساء ومتسوقين وعابرين في الشوارع لا ذنب لهم. اقل المتضررين من العنف هم قوات التحالف، لذلك فان عنفا بلا قاعدة شعبية هو عنف بلا شرعية وان حمل عناوين التحرير والاستقلال والاسلام والوطنية.

العنف في العراق مؤقت لانه لا يحمل عناوين طائفية. انه ليس عنف طائفة ضد طائفة، او منطقة ضد منطقة، او عقيدة ضد عقيدة. فذلك النوع من العنف هو الخطر الاكبر. الاقتتال الطائفي والعرقي هو خطر ماحق لان لديه احتياطيا طائفيا كبيرا يعطيه القدرة على الاستمرار، اما عنف العراق اليوم فقد فشل في تحويل العراقيين الى طوائف متقاتلة.

كل محاولات زرع الفتنة الطائفية فشلت. قتل قيادات دينية شيعية او سنية لتحميل اللوم على الطرف الآخر فشل. لغة الحرب الطائفية التي بدأتها رسالة الزرقاوي الشهيرة والتي تحث على الاقتتال الطائفي فشلت.

المرجعيات الدينية العراقية المعتمدة والمحترمة كلها ضد العنف والاقتتال. العقلاء في مناطق السنة من قادة سياسيين ودينيين كلهم يطرحون كراهيتهم للعنف علنا. والمرجعيات الشيعية المعتمدة في المدن ذات الاغلبية الشيعية كلها تطرح موقفا معاديا للعنف، وربما كانت هزيمة مشروع العنف الذي مارسه جيش المهدي على يد المرجعيات الشيعية التي كان على رأسها آية الله السيستاني دليلا كافيا لكل صاحب عقل للتأكد من حقيقة ان العراقيين بكافة اطيافهم يريدون السلام وانهم يدركون انه لا حياة بدون استقرار.

دعوة السيستاني منذ يومين للعراقيين للمشاركة بفعالية في الانتخابات ودعوته الى انتخاب الافضل حتى لو كان على حساب رجال الدين هي شهادة تضاف الى شهادات كل العقلاء في العراق. لذلك سنستمر بالقول اننا في خانة المتفائلين.