البدانة.. والتفكير

TT

أوضحت دراسة حديثة أجراها باحثون كنديون في جامعة «تورنتو» ان السيدات البدينات هن الأكثر تأثرا بضعف القدرات الذهنية وببطء التفكير والفهم، اضافة الى انهن أكثر حساسية للألم وأقل تحملا له. فبعد تقييم نتائج مسح صحي رسمي شمل 38151 شخصا تم تصنيفهم حسب الوزن والجنس وعادات التدخين والمؤهلات العلمية، اكتشف الباحثون أن معظم الرجال سجلوا مشاعرهم تجاه البدانة على انها ليست أكثر من مجرد ازعاج، في حين ترى السيدات ان الوزن الزائد له تأثير سيئ علىالصحة كالسكر والضغط وغير ذلك من الأمراض. وأكد الباحثون على ضرورة ان يتعامل الاطباء مع البدانة كمرض له آثار سلبية في الحياة اليومية والحالة النفسية والعقلية للفرد وعلى أهمية ان يتم علاجها ككل وليس الاقتصار فقط على علاج اعراضها أو مضاعفاتها.

من ناحية أخرى أكدت دراسة أخرى نشرت نتائجها أخيرا، ان ارتفاع معدلات البدانة في معظم دول العالم يعود الى تمضية فترات طويلة أمام شاشات التلفزيون والكومبيوتر. وعلى ضوء الاحصائيات التي تشير الى ان هناك رجلا من بين كل ثمانية رجال أو امرأة من بين كل ست نساء يعانون من البدانة المفرطة، والتي تشير ايضا الى ان ثلث النساء وأكثر من ربع الرجال يعانون من زيادة الوزن. وبينت الدراسة ان التفسير الوحيد لحدوث البدانة في السنوات الاخيرة هو نقص التمارين الرياضية والخمول والجلوس أمام وسائل الاتصال لفترات طويلة. وفي اعتقاد الباحثين ان ظاهرة قضاء أوقات طويلة أمام شاشات التلفزيون والكومبيوتر سببها نقص التوعية الصحية بمخاطر هذه الظاهرة التي تجلب الاصابة بمرض البدانة. وقد كشفت الدراسة التي اجريت على أكثر من الفي طفل، ان معدلات أوزان الاطفال ازدادت من 54 كيلوجراما في بداية الثمانينات الى 60 كيلوجراما هذا العام، وأن اطفال هذا الجيل قد طرأ عليهم انخفاض حاد في اللياقة البدنية، حيث ان الذين كانت أعمارهم عشر سنوات في عام 1985 كانوا قادرين على الركض لمسافة 1.6 كيلو متر في مدة لا تتجاوز 8.14 دقيقة. أما اطفال اليوم فيركضون هذه المسافة نفسها في مدة تتجاوز عشر دقائق.. والسؤال ماذا سيحدث بعد عشر سنوات؟