يستحق

TT

الخلافات الزوجية، أكثر من (الهم على القلب) في نسبة لا بأس بها من البيوت، وهذا أمر طبيعي، ومقدور على احتوائه بشيء من الهدوء والتبصر (والتطنيش) لو لزم الأمر، وبيوت الرسول الكريم نفسه لم تخل من هذه الخلافات، واكبر دلالة انه هجر زوجاته جميعهن لمدة شهر كامل.

كما أن هناك خلافات قد تؤدي للطلاق، بعضها جوهري، وبعضها تافه وبعضها غير معقول.. ولكن هذا هو (ابغض الحلال)، وكل إنسان يتصرف به على طريقته الحكيمة أو الطائشة.

وهناك ممن حباهم الله من سعة الصدر، ما كانت هوايتهم الأثيرة على نفوسهم هي: (إصلاح ذات البين) ـ ولا ادري إلى الآن من هي (ذات البين)؟! ولكن الذي أحدسه وأفهمه، أن هؤلاء من حلالي المشاكل بالحسنى، وجزاهم الله مائة خير.

كما أن هناك بعض القضاة، وهم أهم من أي جهة أخرى، بعضهم وفقوا لفتح باب الإصلاح على مصراعيه، بقليل من الذكاء، وكثير من المحبة والشفقة على الآخرين، كمثل ذلك القاضي (اللوذعي).. الذي أتاه زوجان يطلبان الطلاق بإلحاح، لأنهما على غير وفاق رغم انه مضى على زواجهما 12 سنة، ولهما ثلاثة أطفال، حاول أن يهدئ من غلوائهما، وينصحهما بشتى الوسائل ولكن من دون جدوى.. فقال لهما: لا شك أنكما تحبان أولادكما الثلاثة حبا متساويا.. فكيف أستطيع أن أوزع الأولاد الثلاثة عليكما بالعدل والقسطاس؟ عندي اقتراح.. عودا إلى البيت واحضرا لي طفلا رابعا، حتى أستطيع أن أكون عادلاً في حكمي وأعطي كلا منكما طفلين.

حاولا أن يثنياه عن اقتراحه، ولكنه افتعل القليل من الغضب قائلاً لهما، اذهبا الآن وفكرا باقتراحي، وبابي مفتوح في كل وقت.. وفعلاً ذهبا ولم يعودا له بعد ذلك الوقت، وخمن القاضي أنهما ذهبا إلى قاض آخر لكي يتمم لهما الطلاق.

غير أن المفاجأة أتته بعد سنة، إذ وصله خطاب من الزوج يشكره، ويدعوه لوليمة بمناسبة (تختين) طفله الرابع.

مثل هذا القاضي يستحق أن (نصب له الفنجال).