يعيش الإنسان اليوم مغلوبا على أمره، وذلك بعد ان علقت قدمه في دوامة الحياة وجعلته ينسى نفسه وقدراته والاشياء التي يحبها ويكرهها، وذلك كما تؤكد «ام. جي. رايان» مؤلفة كتاب «عول على نفسك» توقف عن الشعور بالضغط وابدأ الحياة مرة اخرى.
تقول رايان ان الانسان في حالة قلق دائم لخشيته الا يستطيع انجاز كل المواد الموجودة في قائمة اعماله اليومية، وهو لا يستطيع ايضا تجنب الضغوط التي تحاصره حتى في منزله، وذلك عن طريق مطاردة الاعلانات التي تخبره بطريقة غير مباشرة بأن منزله ليس بالأناقة الكافية، وان أسنانه ليست ناصعة البياض، او انه لا يمتلك المهارات الكافية لكي يكون والدا مثاليا. ولذلك عندما يشعر الانسان بأن الضغط يحيطه من كل اتجاه يبدأ في اللجوء للمساعدة من الخارج، إما عن طريق اصدقائه، او عن طريق الانترنت، او حتى عن طريق متابعة الخبراء وهم يتحدثون. فهو يحاول البحث عن أي شيء يساعده على التعامل مع العالم من حوله.
والمشكلة هنا لا تكمن في ان هذا الشخص ليس كفئا للتعامل مع أموره، ولكن المشكلة الحقيقية كما تناقشها رايان ان هذا الانسان قد فقد الثقة بنفسه، وذلك كمصدر يعتمد عليه في الحكم والقرارات، ولذلك فانسان هذا العصر في حاجة الى وقفة، وذلك لكي يبحر داخل نفسه ويكتشف قدراته من جديد.
فالانسان بالفعل يمتلك القدرة على مساعدة نفسه والنهوض بشؤونه. فقط كل ما عليه ان يثق بتلك القدرة بدلا من اللجوء الى الآخرين.
هناك فضائل تميز الانسان عن غيره من الكائنات مثل الصبر والشعور بالعرفان والامتنان. تلك الفضائل تنبع من ثقة الانسان بنفسه وقدراته، وهي بالتأكيد يمكن ان تجعل الانسان يصل الى السعادة والنجاح والاستقرار.
كذلك على الانسان ان يتوقف عن النظر في الاشياء الخاطئة بداخله، وبدلا من ذلك عليه ان ينظر الى الاشياء الصحيحة الايجابية ويفخر بها، وحتى وان كانت قليلة فبإمكانه ان يتعلم الاكثار منها.
مثلا يجب ان يشعر الانسان بالتفاؤل وانه يستطيع باعتماده على نفسه ان يحقق كل ما يريده من حياته بدون مشاهدة اية برامج او الاستعانة بأي صديق. فقوة الانسان الداخلية لا حدود لها والمشكلة فقط ان الانسان لا يريد اكتشافها، ولذلك فهو يختار الحلول السهلة التي تأتي اليه وهو جالس امام التلفزيون او من خلال صديق عبر التليفون، ولذلك على الانسان ان يكون مراعيا لقدراته ويقبل نفسه كما هي ويشعر انه بالفعل يمكن الاعتماد عليه.
هذه هي الطريقة الوحيدة التي سوف تشعره بأنه يسيطر على حياته، وذلك بدلا من الشعور بأن الآخرين هم الذين يسيطرون عليها بدلا منه!