رمضان والشاعر الظريف

TT

اشرنا وأشار غيرنا من الكثيرين إلى صعوبات الصيام وخلق الأعذار للتهرب من هذا الفرض أو تأجيله. وأكثرها تناولت الامتناع عن الأكل والشرب والتدخين وكل ما يدخل البدن.. ولكن قلما اشير إلى الامتناع عن الممارسات الجنسية وما يتصل بالهوى والغرام. غير ان الشعراء يتبعهم الغاوون لم يغضوا انظارهم عن الموضوع فكتب احدهم يستفتي الفقهاء في الأمر:

هذا رمضان كلنا نخشاهُ من أجل صيام

ما قولك يا فقيه في فتواهُ عجّل بكلام

من بات معانقاً لمن يهواهُ في جنح ظلام

هل يفطر عندما يقبل فاهُ أم صام تمام؟

وقد رد شاعر آخر على سؤاله وأعطاه هذه الفتوى!

يا من سأل الفقيه في فتواهُ الشرع فسيح

من بات معانقاً من يهواهُ إن كان مليح

لا يفطر عندما يقبل فاه بل صام صحيح.

واستفتى شاعر آخر في ذات الموضوع إياه في هذين البيتين بما حملهما من مداعبة:

يا فقيها افتني في رشاء زارني رأدَ الضحى في رمضان

فتعانقنا فهل ذا جائز يا فقيهاً، وكلانا صائمان؟

ويظهر ان هذا الشاعر مهووس بالوقوع بالحب والغرام في شهر رمضان فله بيتان آخران يقول فيهما:

يا فقيهاً افتني في كاعب منحتني وصلها بعد المطال

فتعانقنا بيوم القدر من رمضان، أحرام أم حلال؟!

الطريف في هذا الأمر ان رواة هذه الأشعار لم يذكروا اسماء شعرائها. شيء من الشعور بالإثم! ولكن ناقل الكفر ليس بكافر.

وهكذا رووا فقالوا ان شاعراً آخر استفتى الفقهاء في ذات الأمر، وقال:

جاء يختال بحسن ودلال وبكفيه حرام وحلال

كنت والصوم أهابي والتقى واضح منتظر وقت الزوال

فدناني وقد قبلني قبلة الشوق. أأجفوه؟ محال!

هل نهاري صمته يا قاضي الشرع، أم زال غداة الاتصال؟