الأحلام والكوابيس! (2)

TT

يشير المنحنى البياني للاحلام المزعمة انها تبدأ في التلاشي تدريجيا عند الاطفال بعد سن العاشرة، لكنها تعود لتزداد من جديد مع دخول الطفل سن المراهقة ويحصل ذلك اسرع لدى البنات اللاتي يرين في كوابيسهن على العموم افرادا مرعبين عدوانيين عادة، ويتعرضن لمختلف الاصابات، في حين يتعرض الاولاد في كوابيسهم لهجمات الحيوانات الكاسرة والوحوش.

يؤكد الباحث شريدل ان الاطفال الصغار اقل من ست سنوات يشاهدون الكوابيس لكنهم يعجزون على وصفها او تذكرها كاملة، وربما ان اهم مؤشر للوالدين على تعرض طفلهما للكوابيس هو خوف الطفل من النوم او الذهاب الى الفراش.

وينصح الباحث الالماني الابوين في حالة استيقاظ الطفل مفزوعا بالابتعاد عن ترديد الصيغة المعتادة «لا تخف، انه مجرد حلم» لان مفهوم الحلم عند الاطفال يختلف عن فهم البالغين له. فالاطفال حتى سن الخامسة عشرة يعتقدون ان الحلم معايشة حقيقية لانه من الطبيعي انهم عايشوا الخطر الداهم في الكابوس مباشرة، ولذلك فان التطمين الشفاهي لا يكفي لتبديد مخاوفه، ومن ثم على احد الوالدين ان يلازم الطفل في فراشه الى ان ينام ثانية. وتقع على الوالدين مهمة تبديد مخاوف طفلهما بطريقة اخرى تتمثل في تشخيص مصدر هذه المخاوف ومن ثم العمل على تبديدها.

وحسب مصادر الباحث شريدل فان دراسة اخرى اجراها تثبت امكانية مساعدة الطفل في التخلص من مخاوفه عن طريق تكليفه برسم الكوابيس والاشكال المفزعة التي شاهدها في منامه. وقد تم تكليف عدد كبير من الاطفال برسم كوابيسهم ومن ثم برسم البدائل التي يعتقدون انها كفيلة بتبديد هذه الكوابيس، وهذا يعني اشراك الطفل نفسه في عملية تشخيص مصادر الفزع ومن ثم في العمل على التخلص منها. كما تم في الدراسة تكليف الاطفال برسم الكوابيس اكثر من مرة ثم مقارنة هذه الرسوم مع بعضها البعض ومع الحلول التي يطرحها الطفل.

يقول شريدل انه نجح بهذه الطريقة في تغيير الكوابيس التي يشاهدها الاطفال خلال اسبوعين، اذ صار الاطفال بعد اسبوعين يرسمون آلامهم بذات الموضوعات بعد ان يكون مصدر الخطر قد اختفى من الرسوم.