كيف ولماذا فاز بوش؟

TT

المسألة التي طغت على اهتمامات الناخب الامريكي قبل الانتخابات الامريكية كانت ولا تزال هي مسألة الإرهاب والعراق ، فيما جاءت المسائل المحلية كالاهتمام بالرعاية الصحية وخلق الوظائف في المرتبة الثانية، أما المرشح الديمقراطي جون كيري فقد استخدم تكتيكـاً سياسياً جاءت نتائجه على عكس ما كان يتوقع، إن لم يكن وبالاً عليه، فقبيل الانتخابات اختلق، كما يقول المحللون السياسيون، قصة اكتشاف مستودع سري للذخيرة في العراق فهاجم المرشح الجمهوري جورج بوش في التلفزيون، معـاتباً إياه بأنه لم يكتشفه بعد غزو العراق. هذا الأمر أساء الى كيري ولم ينفعه، لأن المعلومات الواردة بشأنه كانت متناقضة تتحدث عن الاختلاف في كمية الذخيرة تارة، ثم عن عدم وجودها بعد غزو العراق تارة اخرى، وبأن الروس نقلوها قبل وصول القوات الامريكية.

ومما أضعف من موقف جون كيري كذلك، انحياز بعض وسائل الاعلام مثل صحيفة «نيويورك تايمز» ومحطة سي بي أس CBS انحيازاً صحفياً واضحاً لصالح بوش، وهو أمر يكفي لكي يلفت انتباه الناخب الامريكي الى التـناقض الوارد في تصريحات جون كيري، مع انحياز وسائل الإعلام تلك، الأمر الذي أقصى جميع المسائل المحلية من ان تتصدر قائمة اهتمامات الناخب، ووضع موضوع الحرب في العراق كعنصر رئيسي في الانتخابات، باعتباره أمرا خطيرا وبالتالي فقد حشد صفوف الناخبين لصالح بوش.

عامل آخر ساعد على انتخاب الرئيس الحالي بوش، وهو الشريط الذي اعلنته قاعدة اسامة بن لادن تهدد فيه الناخبين بإراقة الدماء في شوارع امريكا في حالة فوز بوش، وبالطبع فقد شعر الناخب بان بوش يمتلك خبرة سياسية في مواجهة الارهابيين بشكل أفضل من كيري.

والى ذلك ركز هذا الموقف من كيري، وفي الاسبوع الاخير من الحملة الانتخابية، الأنظار على المجالات التي يتفوق فيها بوش على خصمه، من وجهة نظر الناخب الامريكي، وتحديدا قضيتي العراق والارهاب، وبالتالي فقد جاءت النتائج لصالح المرشح الجمهوري.