المواهب المدفونة!

TT

** رسالة من القارئة أماني عبد الباري من مكة تقول فيها: لدي رغبة شديدة في التعليق على احدى مقالتك في صحيفة «الشرق الأوسط». لا بد انك تذكر مقالتك التي كتبت فيها كيف ان الفرنسيين قاموا بتجربة فتح النشر للمبتدئين حين لاحظوا قلة عدد القراء.. اما عني فكان حلمي الأوحد ان اصبح كاتبة روائية مبدعة مثل فيكتور هيجو او ليو تولستوي سيما انني أدمن القراءة ولي محاولات عديدة في الكتابة.. وحدث ذات يوم ان سمعت عن مسابقة تجريها احدى دور النشر.. فأرسلت لهم اطلب التعليمات والشروط.. وللأسف طال انتظاري للرد من دون جدوى.. لم ايأس وأقدمت على خطوة اكبر.. بدأت اراسل دور النشر وابعث لهم بانتاجي الأدبي ربما احظى بفرصة.. ولكن ماذا تتخيل ردهم؟ التجاهل او (نحن آسفون لأنك بلا خبرة) ودار نشر واحدة ذكرت ان الكتب تمر بأزمة توزيع.. ولكن وللأسف ولا دار نشر واحدة طلبت ان تقرأ ما كتبته.. جميعها اصدرت الحكم مسبقاً.. فما رأيك؟! هناك مواهب أدبية مدفونة ولا احد يأبه بها.. كتاباتي وما تكتبه صديقاتي من اشعار وروايات.. ما مصير كل هذا؟ سلة المهملات طبعاً!! لسنا نسعى للكسب المادي ولكننا نطمح ونحلم بالمكسب المعنوي والأدبي.. فليس هناك احب الينا من مجرد النشر او النصح.. والارشاد الذي ينير لنا الطريق والمسابقات الدورية التي ننتظرها ربما تكون لنا فيها فرصة ذهبية.. ندخل من خلالها عالم الأدب.. كبار الكتاب يرسلون انتاجهم ولا يتركون هذه الفرصة لنا.. والمثير للسخرية علامات التعجب والدهشة على الوجوه عندما يسألوننا عن الشباب..؟! لماذا لا تقرأون.. اني اضع تساؤلهم بين يديك وشكراً لحسن اصغائك..

*** يا عزيزتي اماني ان الدخول الى عالم الكتابة شديد الصعوبة.. والناشر تاجر يبيع سلعة يريد ان يكسب فيها، وهو لا يستطيع ان يغامر بماله او يراهن على شيء قد يخسر فيه.. ولهذا فان دور الدولة مهم في تشجيع المواهب البازغة وكذلك الجمعيات الأدبية حيث تقوم المؤسسات الحكومية ـ وزارة الثقافة ـ بنشر انتاج الموهوبين من الشباب.. وكذلك تفعل الجمعيات الأدبية وارجو ان تطرقي ابوابها.. اما دور الصحف ودور النشر فدورها يأتي بعد ذلك.. بعد ان يصبح لك اسم له سعر في السوق.. ويجب ان تعلمي ايضا ان دور الكتاب ينحسر امام سطوة التلفزيون والانترنت.. وبعض دور النشر تحول انتاجها الى النشر الالكتروني بحثاً عن القارئ.. لا تيأسي وما دمت موهوبة ومصرة فسوف تحققين اهدافك.