مجرد فقاعات.. لكن!

TT

كيف يمكن أن تتحول لعبة شهيرة يقوم بها الأطفال إلى عمل فني يعتمد على قواعد العلم وقوانين الطبيعة؟

يطرح هذا السؤال نفسه على مشاهدي عروض «توم نودي»، التي يقدمها على المسرح وتنقلها شاشات التلفزيون لملايين المشاهدين، والتي بمجرد مشاهدتها قد يعتقد المشاهد أنه ازاء خدعة من النوع المستعمل في أفلام الخيال العلمي وفي مشاهد الاثارة السينمائية، إلا أن ما يقوم به الأمريكي توم نودي من عرض مبهر لفقاعات الصابون باستعمال عصا من البلاستيك هو عرض حقيقي لا تتخلله أي خدع من أي نوع.

يجتذب توم نودي العلماء الذين يأتون الى المسرح الذي يقيم عليه عروضه الساحرة لكي يشاهدوا التشكيلات المبهرة التي تتخللها تصميمات رياضية وهندسية عبقرية يقوم بتشكيلها من خلال فقاعات الصابون، الى درجة أن تمت دعوته ليقوم بالمشاركة بعروضه في حفل توزيع جوائز «فيلدزميدل» وهي الجوائز التي تقدم في مجالات علوم الرياضيات التي تتمتع بالأهمية والمكانة الأدبية ذاتها التي تتمتع بها جوائز «نوبل».

مثله مثل معظم الأطفال في العالم، أحب الطفل توم نودي لعبة النفخ في العصا البلاستيكية الصغيرة بعد اخراجها من الأنبوبة التي تحتوي على سائل رغاوى الصابون، لكنه بعد ان استمر في هواياته تلك واستخدم طرقاً مختلفة في اللعب والتعامل مع فقاعات الصابون، تطورت مهارته حتى حول ما يقوم به من لعب الى فن أطلق عليه سحر الفقاعات وقدمه على المسرح وعلى شاشة التلفزيون.

قام نودي عن طريق الفقاعات بصنع اشكال هندسية معقدة، ومن أعقد هذه الأشكال فقاعة ضخمة مليئة بالدخان وضعها في مركز مجموعة من الفقاعات وصل عددها الى 26 فقاعة، وكان لهذه التشكيلة المعقدة من الفقاعات عدة وجوه وأضلاع رتبت بشكل هندسي دقيق ومتوافق.

يقول نودي: في كل مرة انتهي فيها من عمل شكل هندسي معقد من فقاعات الصابون أكون قد استغرقت فيه وقتاً وجهداً كبيرين، أشعر بسعادة كبيرة، لكن بمجرد أن يكتمل الشكل الهندسي الرائع فإنه ينفجر بسهولة وسرعة ولا يكون في وسعي التقاط صورة فوتوغرافية له.

تشكيلات فقاعات الصابون التي يبدعها توم نودي هي لعب طفولي بلغ حد الاتقان الى أن أصبح فناً له قواعده واساليبه التي تعتمد على عوامل علمية وطبيعية، منها التوتر السطحي وتفاعله مع قوى الطبيعة المختلفة، كما يعتمد كذلك على قياسات رياضية دقيقة.