رخصة

TT

منذ حوالي الأسبوع تقريبا وقع حادث مروري في منطقة صحراوية قرب مدينة نجران بالسعودية بين سيارة تقودها سيدة سعودية وشاحنة يقودها رجل. ونتج عن الحادث إصابة المرأة إصابات بليغة وتوفي قائد الشاحنة على الفور.

وهذا الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون بطبيعة الحال الأخير، فمن المألوف رؤية السيدات السعوديات وهن يقدن سياراتهن في الصحارى وبالقرب من الشواطئ وحقول المزارع في العديد من المدن السعودية المختلفة.

والجدل حول قيادة المرأة للسيارة ليس جديداً. وهناك من يرى أن الشرع والعقل والمنطق والعوز الاقتصادي والصالح العام يحتم بضرورة السماح للمرأة بقيادة السيارة. والتعامل مع ذلك على أنه ـ كالتجنيد الإجباري ـ مفروض على كافة النساء هو مبالغة ومغالطة كبرى. فكمية المبالغ الهائلة التي تصرف على سائقي السيارات العائلية في السعودية بات غير منطقي أن يستمر، وهذه المهنة بالمناسبة لن تتم سعودتها لظروف مختلفة ومعروفة، وعليه فان كثيرا من الأسر، وخصوصا ذات الدخل الثنائي، أي التي يعمل فيها الزوج والزوجة ، تحتاج للسماح للمرأة أن تقود سيارتها.

فرضية منع المرأة من قيادة السيارة، بحجة أن ذلك «أفضل» لها، حجة ليست منطقية، حيث أن هذا الأمر غير معمول به في أي بلد من بلاد العالم سواء كان اسلاميا أم لا.

منع قيادة المرأة للسيارة بات غير مفهوم، وهو أمر له العديد من التوابع الاجتماعية والاقتصادية السلبية للغاية.

الحساسية إزاء معظم ما له علاقة بشأن المرأة في السعودية بات غير قابل للتصديق سواء كان في موضوع تعدد فرص التخصصات التعليمية أو مجالات التوظيف أو المشاركة في الانتخابات والغرف التجارية أو السماح باصدار البطاقات الشخصية لها وغيرها من الأمور، وطبعا هناك موضوع رخصة قيادة السيارة أيضا!.

خلال أحداث تفجيرات مجمع المحيا الإرهابية بالرياض قامت سيدة بتوصيل سبعة من المصابين بسيارة كانت تقودها الى مستشفى قريب مساهمة بذلك في إنقاذ حياتهم. وهناك قصة المرأة التي قامت بتوصيل زوجها حين أصابته نوبة قلبية وأنقذت بالتالي حياته. وهناك الآلاف من السيدات اللاتي يرغبن في السماح لهن بقيادة السيارة كنوع من تخفيف العبء المادي وتسهيل حياتهن. نعم، هكذا وببساطة. تخفيف عبء وتسهيل حياة. طلب بسيط ومنطقي وفيه صون مباشر لكرامتها بذلك. وكل الأمل أن يحسم هذا الجدل في أقرب فرصة.