من أغرب ما طالب به البعض عبر قنوات فضائية عربية، وغيرها من وسائل الاعلام، إنشاء محكمة عربية لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين مثل باراك وشارون وغيرهما ممن يقتلون الابرياء ويدنسون المقدسات، ويغتصبون البلدان جهارا نهارا، ويشردون الفلسطينيين من ديارهم، ويمارسون أبشع أنواع القمع والبطش والهمجية..! هذه ظاهرة، والاخرى بروز تلك المزايدة السمجة على قضية العرب والمسلمين بفتح باب الاكتتاب للجهاد في الذود عن القدس ـ حتى وصل الأمر الى درجة استعراض القوة وإطلاق الرصاص في الجو.
نقول لهؤلاء بكل صراحة ما قاله جرير في هجائه للفرزدق: زعم الفرزدق ان سيقتل مَربعاً.. أبشر بطول سلامة يا مَربعُ! يا أعزاءنا.. هل انتم حقا قادرون على القبض على شارون وباراك وتقديمهما الى محكمة دولية أو عربية..؟ واين ستكون هذه المحكمة..؟ هل ستكون مثلا في جيبوتي أم جزر القمر..؟
أنتم ـ يا اصحاب المزايدات ـ لا تستطيعون الخروج من بيوتكم إلا بإذن مسبق..! انتم لم تتجرأوا على اقفال مكتب أو سفارة لاسرائيل، ولم تستطيعوا أن تصدروا قرارا واحدا يرضى عنه أطفال الحجارة.. فكيف يمكنكم محاكمة باراك وشارون والحكم عليهما بالموت رميا بالرصاص..؟
كفاكم مهاترات وعنتريات فارغة وكلاما يترفع عنه الاطفال الصغار.. والمجانين.. كفاكم عنتريات ما قتلت ذبابة. ان هذه المهاترات الاعلامية اخطر على هذه الامة من باراك وشارون. وبعض اصحاب هذه المهاترات والمزايدات اجدر بهم ان يكفوا عن اللعب بمصير امتهم على هذا النحو المزري والمكشوف..! بيد ان افضل ما في الموضوع هو ان هذه الامة الصابرة تدرك وتعرف من الذي يزين للمزايدين هذه المزايدات التي باتت مكشوفة وفارغة..!