«الحقيقة المرة»

TT

وسط الاهتمام الإعلامي والتغطية التلفزيونية والصحافية الواسعة لموضوع زيارات الفنانين المصريين لبغداد، مع حرص بعضهم على تقديم العروض المسرحية هناك، كما هو الحال مع محمد صبحي وعادل إمام، لم يسأل صحافي واحد عن المردود المادي لهذه العروض، وعن الجهة التي تولت تمويلها أو المتعهد الذي قام بدفع تكاليف الرحلة ونفقات السفر والإقامة والأكل والشرب لفريق العمل الكبير الذي اصطحبه الفنانان محمد صبحي وعادل إمام إلى العراق.

أيضا لم يسأل أحد عن قيمة التذكرة الواحدة لحضور هذه العروض، وهي قيمة مرتفعة جدا في مصر، حيث تصل أسعار بعض التذاكر إلى خمسين دولارا للتذكرة الواحدة. أما في خارج مصر، فقد جرت العادة على أن يلتزم المتعهد بدفع كامل نفقات الرحلة، بالإضافة إلى مبلغ مالي كبير، ثم يقوم هو بعملية التسويق وبيع تذاكر العرض بالسعر الذي يحدده باعتباره المالك الوحيد لإيراد التذاكر.

هذه الاسئلة لم يتم طرحها حتى الآن على الفنانين الذين صرحوا مرارا بأنهم لم يتوجهوا إلى العراق بهدف دعم النظام، إنما للترويح عن الشعب العراقي. وهي مهمة لا اعتقد أن جحا نفسه قادر على تحقيقها في ظل الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الشعب العراقي. أما بالنسبة لنفقات رحلة طاقم عمل يتكون من أكثر من خمسين شخصا، بالإضافة إلى نفقة إقامتهم، فهو أمر يستحق أن تعرفه الجماهير العربية، وعلى وجه الخصوص الجمهور العراقي، الذي وصل الفنان عادل إمام إلى عاصمته على متن طائرة خاصة أقلته هو وفريق العمل الذي اصطحبه.