«البراعة هي إدراك الشبه بين الأشياء المختلفة، والاختلاف بين الأشياء المتشابهة».
ـ لا يدرك ذلك إلا الإنسان العبقري المتحضر كفرد، او الأمة والشعب الواعي الذي يحترم بعضه البعض مهما اختلف، وينقد بعضه البعض مهما توافق.
ان (الديالوغ)، والمحاورة، والمناقشة، والمصادمة، وبالتالي المصاهرة بين الأشياء والأفكار والناس، هي التي تتوالد منها الرؤى، والاكتشافات، والابداع عموما.. وويل لأمة لا تفرق بين المختلف والمتشابه، ولا تعرف (الديالكتيك)، ولم تجرب الامتزاج.
**
«لا تتشاجر ابدا، فليس هناك انسان قرر ان يجعل من نفسه شيئا، يستطيع ان يضيع وقته في مشاحنات شخصية، وان تتخلى عن طريقك لكلب، افضل من ان يعقرك».
ـ طبعا المشاجرة ـ اي مشاجرة ـ تتوقف على العضلات والسلاح والنفوذ، فاذا لم تكن تملك ولا واحدة من هذه (الدعامات)، فما عليك إلا ان تقول للكلب: (يا سيدي) لا ان تتنحى عن طريقه فقط، ولكن اذا كنت تملك تلك الدعامات مجتمعة، فما عليك إلا ان تقول للكلب: (يا بن ستة وستين كلب)، ثم تهجم عليه وتعضه من ذيله.. وثق تماما انك سوف تخرج منتصرا، ولن يصيبك اي مكروه، ولن تكون (مغلوثا).
**
«ان الهدف الأول من التعليم ليس تعليمك كيف تكسب عيشك، بل ان تجعل كل لقمة أحلى مذاقا».
ـ يبدو لي ان من قال ذلك الكلام لا يعرف البلاد العربية، ولم يقرأ شيئا من مناهج التعليم فيها، ولم يجالس مدرسيها، ولم يدخل فصول مدارسها المكتظة، ولا معاملها الخاوية على عروشها، ولم يشاهد ارتال المتخرجين من جامعاتها.. ولم يدلف في سوق العمل ليقف على الشباب المتعلمين والمتلطعين في شوارعها، ولا يجدون غير البطالة ملاذا.
فأي لقمة أحلى، وأي (غاتوه)؟! الناس يريدون بواسطة التعليم في هذا الوقت الرديء الراهن، ان يكسبوا عيشهم، يريدون ان يأكلوا خبزا حتى لو لم يكن غموسه غير الملح.
**
«الزواج السعيد محادثة طويلة، تبدو دائما قصيرة جدا».
ـ وعكسه تماما الزواج التعيس، فقط ما عليك إلا ان (تشقلب) الكلمات وتحصل على النتيجة.
**
«عندما يرتكب رجل ما حماقة، يقول الناس: يا له من احمق، لكن عندما ترتكب امرأة حماقة فإنهم يقولون: (ما أحمق النساء)».
ـ انا لست من هذا الصنف من الناس بتاتا، لأنه عندما يرتكب رجل ما حماقة امامي يتطاير الشرر من عيوني.. اما اذا ما ارتكبت امرأة حماقة امامي فأول ما افعله ان اخضعها فورا لفحص اختباري، وبعدها من الممكن ان اقول لها: زيديني الله يرضى عليك حماقة فوق حماقة، او ابحث لها عن اقرب صندوق زبالة.