هذه هي الورطة

TT

«في كل حوار عنيد لا يدافع المتحاورون عن الحقيقة وإنما عن إيمانهم بعصمتهم عن الخطأ».

أغلب من يقرأ كلامي هذا لا شك انه شاهد أو استمع للحوارات التي تتناقلها التلفزيونات والإذاعات، ووقف على ذلك الزعيق، والفحيح، والزحير، (والتفالين) التي تخرج من الأوداج وغير الأوداج.. ولا شك انه قد أصابه ما يشبه الدوار مثلي.. ولا شك انه ضاع ما بين (حانا ومانا).. ولا شك انه تلفت يمنة ويسرة للبحث عن هراوة، أو قنبلة يدوية أو ذرية.. ولا شك انه مثلي تمنى ولو لحظة واحدة أن عينه أصابها الرمد، وان أذنه أصابها الصقه، وان جمجمته صعقتها كهرباء التيار العالي في مدينة مكتظة بما لا يقل عن عشرة ملايين من البشر.. وان كل المسؤولين عن القنوات الفضائية يؤخذون ويحشرون كرهائن، وأكون أنا المسؤول الوحيد عنهم، تحت مسمى «أبو مصعب السوداوي».. وليطمئنوا فإني لن أحز رقابهم، ولن اخصيهم، ولكنني فقط سوف اسمعهم وافتح عيونهم ليلا ونهاراً على هذا الهراء السخيف الذي يعذبوننا به بكل سادية، وكأننا مجموعة من التلاميذ المتخلفين المعاقين.. ولكي لا أعمم، لا بد أن استدرك وأقول: انه ليس كل ما يبث على تلك القنوات والإذاعات على هذه الشاكلة، ولكنه للأسف هو الأعم.. أكيد البعض منكم يقول عني الآن إنني «جبان».. وأقول له الآن بكل شجاعه: شكراً، ويعطيك العافية.

**

«إذا لم تتعثر بين وقت وآخر، فهذا دليل على اكتفائك بالأمور الصغيرة».

ـ تعثرت، ولا زلت أتعثر، وسوف أتعثر بعد دقيقة واحدة من الآن، فحياتي كلها من أولها إلى آخرها ما هي إلاّ «عثرة» كبيرة غير مجزأة، لهذا فأنا لا اكتفي لا بالأمور الصغيرة ولا الكبيرة، أنا لا اكتفي حتى بنفسي وهذه هي «الورطة».

**

«اللطف هو محبة الناس أكثر مما يستحقون».

ـ أموت في بعض الناس، وأتمنى لو أداعبهم بريش النعام والسكاكين.

**

«في الحرب، ليست هناك جوائز ترضية».

ـ أكاد اشك أن كل شعوب الدنيا عرفت ذلك ما عدا العرب، فهم يورطون أنفسهم بالحروب «وما هم قدها»، وإذا انهزموا «كالعادة» طلبوا من العالم جوائز ترضية، وإذا لم يفعل، قالوا: إنها «مؤامرة».

**

«وإذا النساء نشأن في أمية

رضع الرجال جهالة وخمولا».

ـ كيف لو أن الرجال هم الذين كذلك، فماذا سوف ترضع النساء يا ترى؟!