الانتخابات الفلسطينية.. المتحضرة!

TT

امام الفلسطينيين فرصة نادرة لاحراج خصومهم عبر تصرف حضاري في التعامل مع الانتخابات الرئاسية القادمة. فهناك كثير من اللغط والاقاويل، بعضها صحيح وبعضها باطل حول العملية الانتخابية الفلسطينية طيلة السنوات الماضية، وهناك تشكيك مستمر بالانتخابات الفلسطينية لن ينتهي الا بان تتصرف كل الوان الطيف السياسي الفلسطيني بشكل متحضر وعقلاني.

اختيار فتح للسيد محمود عباس مرشحا للرئاسة هو خطوة ايجابية باجماع فتحاوي عارم، فالرجل اثبت في مناسبات عديدة انه رجل دولة وتصرف في الاوقات التي سمح له بالتصرف بشكل ايجابي، وبقية المنظمات الفلسطينية اعلنت او ستعلن عن اسماء مرشحيها، وكذلك اعلن عدد من المستقلين ترشيح انفسهم، وافضل سيناريو هو ان يجتمع كل هؤلاء المرشحين بعد اغلاق باب الترشيح ويتفقوا على آليات ديمقراطية يمارس فيها المرشحون اعلى درجات التنافس الانتخابي، وفي الوقت ذاته اعلى درجات التعامل الديمقراطي لاثبات مصداقية من سينجح في الانتخابات.

لقد طرحنا اكثر من مرة فكرة ان تطلب السلطة الوطنية الفلسطينية اشرافا دوليا على الانتخابات الفلسطينية عبر اقناع الامم المتحدة والجماعة الاوروبية واميركا وروسيا بالاشراف على سير العملية الانتخابية بهدف منع اية محاولات تشكيك تقوم بها اسرائيل والتي تحاول عبر التشكيك في الانتخابات اضعاف الطرف الفلسطيني المفاوض واظهاره وكأنه لا يمثل الفلسطينيين وطموحاتهم.

والمطلوب ضغط فلسطيني من اجل تحقيق شرطين اساسيين، اولهما السماح للفلسطينيين في القدس بالمشاركة في الانتخابات وضمان حرية حركة وتنقل المرشحين والناخبين في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

الانتخابات الفلسطينية فرصة لكل الفصائل الفلسطينية للتخلي عن فكرة التمترس والمشاحنات الداخلية لصالح انتخابات فلسطينية متحضرة ومحترمة من المجتمع الدولي، وهذا بالتأكيد يتطلب التخلي عن بعض الانانية الحزبية والفردية ووضع مصلحة الفلسطينيين فوق كل اعتبار، وستكون عيون العالم على الفلسطينيين وانتخاباتهم وهي مسؤولية وطنية كبيرة.