لمن سيصوت الفلسطينيون.. وما قولكم في البديل الثالث.. ؟

TT

عندما يتوجه الفلسطينيون إلى صناديق الاقتراع في 9 يناير المقبل، لماذا لا يصوتون لصالح البرغوثي الآخر: وأعني مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، وهي منظمة تقدمت للفلسطينيين كبديل للاختيار التقليدي بين «فتح» و«حماس». وتقديري أن الفلسطينيين يحتاجون وبسرعة الى بديل ثالث لهذين الجناحين، اللذين لم يكن لديهما ما يقدمانه منذ سنوات، بالاضافة الى الفساد والعنف الذي استشرى في المجتمع الفلسطيني. صحيح أن الاحتلال الاسرائيلي قد ألحق البؤس والموت بالفلسطينيين، ولكن ذلك يجب ألا يلغي من الذهن محاسبة «فتح» و«حماس» ايضا.

وبالتصويت للدكتور البرغوثي الذي يحظى بشعبية واحترام واسع، وقد اشار الى نيته ترشيح نفسه في الانتخابات، فإن الفلسطينيين سيصوتون لمستقبل من نوع جديد، لا يعتمد علي مجموعة من جيل فتح القديم، الذي تمسك بالسلطة لعقود من الزمن، وفقد الى حد ما علاقته بشعبه. وبالتصويت لصالح البرغوثي، فإن الفلسطينيين سيبتعدون عن العنف الاحمق لرجال حماس، الذين يعتمدون لغة القوة كلغة الوحيدة. وإلى ذلك فسيكون من الأفضل أن يحصل مصطفى البرغوثي على تأييد 48.2 من الفلسطينيين، الذين ذكروا في استطلاع اجرته جامعة النجاح، بأنهم لم يقرروا بعد من هو المرشح الذي سيصوتون لصالحه.

وفي هذا الاستطلاع الذي تم في يومي 19 وعشرين نوفمبر الحالي، سألت جامعة النجاح 860 فلسطينيا في الضفة الغربية، و500 في قطاع غزة، السؤال التالي: إذا لم تفرج اسرائيل عن مروان برغوتي، من من المرشحين ستؤيده في انتخابات الرئاسة؟ وكانت النتيجة حصول محمود عباس (أبو مازن) على 24 في المائة. بينما حصل مصطفى البرغوثي على 9.8 في المائة، وهو اكثر من ضعف النسبة التي حصل عليها عبد الستار قاسم، وهو استاذ جامعي للعلوم السياسية في جامعة النجاح، وأول شخص يعلن ترشيحه لمنصب الرئاسة، بينما حصل احمد قريع على 4 في المائة. وحصل زعيم «حماس» السابق طلال سدر على 1.7 في المائة.

وإلى ذلك يذهب تقديري الى أنه يجب على الفلسطينيين، في اطار التفكير عمن سيصوتون له، ان يسألوا انفسهم: لماذا ضغطت قيادات «فتح» على مروان البرغوثي لعدم ترشيح نفسه، وتأييد محمود عباس. إذ من الواضح ان مروان البرغوثي اتخذ قراره بالانسحاب، بعدما اعلنت «فتح» ان انتخاباتها الداخلية التي تأخرت كثيرا، ستجرى في الصيف القادم. وبالرغم من ان ميثاق فتح يدعو لاجراء انتخابات كل خمس سنوات، فإن آخر انتخابات عقدتها كانت في الجزائر في 1989. ومن هنا فمن بين العوامل التي دفعت شباب فتح، ممن اشتكوا دائما من حرمانهم من المناصب القيادية، اعتقادهم ان الجيل القديم سيعقد الانتخابات في الصيف القادم؟

كل الادلة تشير إلى ان جيل فتح القديم سيتصرف بدون تغييرات. فبعد وفاة ياسر عرفات، سمعنا العديد من الناس يتحدث عن عهد جديد للفلسطينيين، فيما من الواضح ان فتح، وبالضغط علي مروان البرغوثي للتنازل لصالح محمود عباس، قد اشارت الى ان الجيل القديم سيستمر في ادارة الحركة.

ولنلق نظرة على الاستطلاع الذي اجراه المركز الفلسطيني للسياسة والابحاث، الذي يرأسه خليل الشقاقي في سبتمبر 2004. ففي استطلاع حول منصب الرئيس، حصل عرفات على 35 في المائة، ومحمود الزهار على 15 في المائة، والبرغوثي على 13 في المائة، بينما رفض 25 في المائة التصويت أي من المشرحين. وفي استطلاع حول منصب نائب الرئيس، حصل مروان البرغوثي علي 22 في المائة، ومحمود الزهار وحيدر عبد الشافي على 12 في المائة، وصائب عريقات على 6 في المائة، ومحمد دحلان على 4 في المائة، وأحمد قريع على 3 في المائة، ومحمود عباس على 2 في المائة.

ومن جهته قدم مات ريس، رئيس مكتب مجلة تايم في القدس، نظرية جديدة حول قيادة مروان البرغوثي للانتفاضة الثانية، في كتابه بعنوان «حقل قابيل.. الايمان وقتل الاخوة والخوف في الشرق الأوسط»، ويشير فيها الى ان النزاع الاسرائيلي الفلسطيني هو صراع عنيد، لأن الصراع داخل المجتمع الاسرائيلي، وداخل المجتمع الفلسطيني، يمنع الجانبين من تحقيق السلام.

وفي هذا الاطار يشير ريس الى ان قيادة مروان البرغوثي للانتفاضة الثانية، كانت معركة داخلية أراد عبرها الجيل الجديد من فتح، أن يوضح للجيل القديم، انه لن يقبل ان يبقى بعيدا عن المواقع القيادية.

ولكن، وفي المقابل، لم تحصل قيادات الانتفاضة على أي مناصب الآن. وذلك هو مروان البرغوثي وقد أوضح لريس في عام 1997، ان الناس الذين عاصروا الانتفاضة سيصرون على الحرية. ونتيجة لذلك فإن الانتفاضة ستتجدد، ولكن ربما في هذه المرة بمزيد من العنف.

ومن هنا، وبإجبار مروان البرغوثي على التراجع عن ترشيح نفسه، فإن الجيل القديم لفتح، قد سجل استمرارا في تجاهل قيادات الانتفاضة الاولى، واستمر في تجاهل حقيقة ان الشعب الفلسطيني هو الذي شارك في الانتفاضة الاولي، وان الشعب الفلسطيني هو الذي اعادهم للوطن، وهذا سبب كاف ليعيد كثيرون معه الحساب عندما يتوجهون الى صناديق الاقتراع.

[email protected]