الحاسد والمحسود!

TT

ما زلنا نتحدث عن الحسد كمرض يصيب اكثر الناس، وقلنا انك اذا قابلت شخصا كنت تسبقه في الدراسة، ثم وجدته في منصب اهم من منصبك فانك تحسده وتشعر انت شخصيا بالعجز.

ان هذا الشعور كما يقول احد الباحثين، شعور مدمر، لأنه يصيب الانسان باليأس.

ان الحسد كما يقول البحث لا يصيب الحسود فقط، ولكنه يصيب المحسود أيضا. فالمحسود يشعر انه مهدد، وان هناك من يهدد مكانته او سعادته، فيحاول ان يتقرب من المحسود، وأن يتلطف معه. لكن النتيجة تأتي بصورة عكسية، فالمحسود يترجم ذلك على انه نوع من الإيلام، وتأكيد للجرح الغائر الموجود في نفسه.

فالحسد يصيب الحسود والمحسود معا. هل هذا يعني ان الصورة قاتمة، وان الاثنين سيظلان في حالة مطاردة دائمة؟!.. وهل لا يمكن استغلال الشعور بالحسد لصالح الحسود؟! يقول البحث ان المسألة تعود الى الحسود نفسه، فهو يستطيع ان يحول طاقة الحسد عنده الى قوة دافعة، يمكن أن يحقق بها الكثير حتى يصل الى حالة من الطمأنينة تجعله يتعامل مع الآخرين بطريقة عادية.

ان اولى الخطوات الايجابية للنجاح في التخلص من الحسد هي الاعتراف بوجود هذا الاحساس المدمر داخل الانسان، ثم الاقتناع بأنه رغبة قوية من جانبه للبحث عن الافضل دائما، بعدها يمكن أن يستغل هذا الاحساس على انه اشارة للتحذير بأن وقت السعي وتحقيق النجاح قد بدأ.

ان الحسود حتى يحول هذه الطاقة لصالحه، عليه أن يحدد النواحي التي يحس تجاهها بعدم الاشباع، عندما يستطيع أن يحدد الطرق المناسبة لتحقيق رغباته المكبوتة، التي يتم الكشف عنها عن طريق الاعتراف والصدق مع النفس.

ويجب الاعتراف ان كل انسان ولد ومعه مجموعة من المميزات، كما ان معه مجموعة من العيوب أيضا. ولا يوجد انسان يملك كل شيء، وان الشخص السعيد هو الذي يعرف جيدا كيف يستغل هذه المميزات، وهذه العيوب.

اذا استطاع الحسود أن يحقق ذلك فانه يحول هذا الشعور المدمر الى طاقة للنجاح.

ان الحسد بهذه الطريقة لا يقف امام نمو الانسان عقليا وروحيا، بل انه يتحول الى نوع من الانتصار على النفس التي تعذبت كثيرا في ظلم الحسد. وقانا الله واياكم شر الحسد!!