من هم أعداء ايران؟

TT

حذر الرئيس العراقي غازي الياور، ومثله عاهل الأردن الملك

عبد الله، من أن إيران تتدخل بالمال والرجال لفرض واقع يوافق رؤاها في العراق. وقبل أيام هاجم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد طهران لأنها تدعم أعمال العنف في العراق. وبعده بيومين، خرج النائب العام المصري ماهر عبد الواحد، ليوجه الاتهام لأحد دبلوماسيي إيران، بالتورط في أعمال تجسس تهدف إلى ضرب مصالح الرياض والقاهرة، ناهيك من معركة تخصيب اليورانيوم الإعلامية بين إيران ووكالة الطاقة الدولية.

فبعد ان أعلنت الوكالة أن ايران تنوي وقف تخصيب اليورانيوم، خرج الرئيس الاميركي جورج بوش ليقول إنها بادرة ايجابية ولكنها غير كافية، ليخرج رئيس مجلس الأمن القومي ومسؤول الملف النووي الايراني حسن روحاني، او «الثعلب المبتسم»، كما وصفته زميلتنا منال لطفي في بروفايل عنه، مناكفا واشنطن من جديد!

واستكمالا للمسلسل الايراني، صدر قبل ايام من طهران خبر يقول ان القضاء الايراني حاكم عددا من قادة تنظيم «القاعدة» الموجودين في ايران، ليخرج في اليوم التالي وزير الاستخبارات الإيراني علي يونسي نافيا الخبر بالقول: «القضاء في طهران كان يتحدث على الأرجح عن أنصار «القاعدة»، وليس عن اعضاء بارزين فيه». وبعد هذا كله، تقول الخارجية الايرانية ان مؤامرة تحاك ضدها من قبل «أعداء ايران».

ايران التي فتحت أجواءها لواشنطن لكي تجهز على طالبان بعد احداث 11 سبتمبر، تحتضن قيادات «القاعدة»، وأبرزهم سيف العدل، الذي تشير تقارير استخباراتية الى انه صاحب شارة البدء في تفجيرات المُحيا بالرياض. كما ان تقارير عديدة، تحظى بمصداقية، تقول ان قيادات «القاعدة» يعيشون في فلل سكنية، تحت حماية الحرس الثوري الايراني. هذا ليس كل شيء، فأيضا، طهران التي تحاول استثمار الانتخابات العراقية، هي نفسها التي قدمت مساعدات لجيش المهدي وأمدّته بكل أنواع الدعم، وحتى الإعلامي.

واليوم يخرج وزير الاستخبارات الإيراني، متحدثا عن أنصار «القاعدة» لا قياداته، وكأن ايران باتت تُخصِّب «القاعدة» لا اليورانيوم. فكيف يكون لـ«القاعدة» أنصار في ايران، وأبسط ابجديات التنظيم تقوم على كره نظام طهران والسعي لتدميره؟ بل ان أحد خطط الزرقاوي في العراق كانت، ولا زالت، تقوم على إشعال نار الطائفية بين الشيعة والسُّنة.

إن المتأمل لأزمة المنطقة، يجد ايران عند نهاية كل طرف! ورغم الحديث عن مؤامرة من قبل «أعداء ايران»، إلا ان الصحيح هو ان ابرز اعداء ايران هم من الايرانيين انفسهم!، فهاهم يحمون «القاعدة» ألدّ أعدائهم. وبعد ان حاربوا صدام حسين، يعودون اليوم لمحاربة استقرار العراق.

طهران تريد البقاء ساكنة في منطقة متحركة، وهذا قدرها ـ أي المنطقة ـ، إما تصحيحا او تفاقما لأزمات بسبب الأخطاء التاريخية، وايران جزء منها. واذا ما كان من تغيير، فان بعض الأطراف في طهران تريد الركوب عليها لتضمن بقاءها!

من الواضح ان طهران تحاول الإمساك بكل خيوط اللعبة، لكن أي الحبال ستخنقها؟ لأن دوران ايران حول نفسها تجاوز السرعة النظامية!

[email protected]