الأحمق

TT

«الذكاء هو أن تكتشف الخطأ من تفكير رئيسك، والحكمة هي في عدم الإشارة إليه».

ـ إياك أن تشير إلى ذلك الخطأ، فتصبح عبيطا يشار لك بالبنان، وتذهب في (خرخر) والسلام عليكم، خذ نصيحتي ولا تصبح أهبل تسمع من يمتدحون شجاعتك ليورطوك مع رئيسك، امسح لرئيسك بقدر ما تستطيع من (الجوخ)، وتغزل في ملامحه حتى لو كانت مثل ملامح (فرانكشتاين)، وابتهل إلى الله علنا وأمام الجميع أن يحفظه ويعلي مراتبه ـ حتى لو كنت كذابا ـ نافق ثم نافق، فهذا هو العصر الذهبي لمن أراد أن (يتبغدد)، وإذا أردت أنت أن تزيد على ذلك وتتبطّح، فتبطّح ـ وإن شاء الله ما أحد آخذ منها حاجة.

***

«عندما يقع فيل في مأزق، حتى الضفدع يستطيع أن يرفسه».

ـ وأنا سبق لي أن رأيت بأم عيني مثل ذلك الفيل وهو واقع في مأزق، وكان لا يستطيع أن يطيق حراكا، وكانت تخنقه (العبرة)، وجسمه كله مبتل بالعرق، ورأيت بعض الضفادع لا ترفسه فقط، ولكن تفعل به ما هو أدهى وأمر.

***

«نصف الفن هو أن تعرف متى تتوقف».

ـ وبالطبع نصفه الآخر أن تعرف متى وكيف تتقدم، اللعنة أن هناك من يمارسون الفن، أو يورطون أنفسهم في عالمه الصعب والمضني، وهم لا يعرفون كيف يتقدمون، ولا يعرفون حتى أن هناك نهاية، أو لازمة توقف، أو استرداد أنفاس.. لا اعتقد أن هناك أكثر جناية على الفن من أدعيائه.. وأخشى ما أخشاه أن أكون من ضمن هؤلاء الأدعياء وأنا لا أدري!

***

«الغرباء أصدقاء لم تقابلهم بعد».

ـ وهذا هو توقعي كذلك مع كل غريب، لهذا فأنا دائما ابتسم في وجه كل من أقابله، غير أنني للأسف كثيرا ما أواجه من البعض بالحذر والحيطة والشكوك بعقلي، والابتعاد عن طريقي ـ هذا من ناحية الرجال ـ أما النساء فتعتقد الواحدة منهن أنني ناوٍ على شر، مع أنني يعلم الله لا أنشد سوى الخير للجميع، وأن تظل هذه الأسرة الإنسانية مترابطة متحابة يشد بعضها أزر بعض.. ولكنني للأسف أعود في أغلب الأحيان إلى بيتي وأنا مكسور الخاطر، غير أنني في اليوم التالي أنسى كل شيء، وأعاود الكرّة، وأعاود كسرة الخاطر.

***

«المرأة تبحث في الرجل الموهوب عن عيوبه، وكثيرا ما لا ترى في الرجل الأحمق سوى حسناته».

ـ سوف أكون من اليوم فصاعدا: (أحمق) على طول الخط ـ ويا بخت من ترى حسناتي (الحمقاء).

[email protected]