حرب بلير الأخرى! (2-2)

TT

في الوقت الذي أعلن فيه توني بلير رئيس الوزراء البريطاني عن أمله في التوصل إلى تخفيض معدلات الوفاة بسبب مرض السرطان بنسبة الخمس بين المرضى من ذوي الأعمار التي تقل عن 75 عاماً الأمر الذي يعني نجاة نحو 60 ألف شخص من المرض خلال العشر سنوات المقبلة، فإن مسؤولين بريطانيين، رفضوا الكشف عن أسمائهم، صرحوا بأنه لم يتم تخصيص أموال تلزم لتحقيق الهدف الذي أعلنه رئيس الوزراء.

تشير الأرقام إلى أن بريطانيا تعد في مقدمة دول أوروبا التي ينخفض فيها أعداد الناجين من مرض السرطان. وفي هذا الصدد صرح البروفيسور كارول سيكورا رئيس برنامج الصحة العالمية للتحكم في مرض السرطان ورئيس وفد العلماء والأطباء الذين اجتمع بهم توني بلير في مقر الحكومة، بأن بريطانيا تأتي في مؤخرة الدول الأوروبية من حيث التقدم في علاج مرض السرطان.

في الوقت الذي طالب فيه رئيس برنامج الصحة العالمية للتحكم في مرض السرطان بضرورة ان تخصص الحكومة البريطانية مائة مليون جنيه استرليني سنوياً من أجل انفاقها على علاج المرضى، اكتفى توني بلير بالحديث إلى صحيفة بريطانية عن والدته التي ماتت بسبب مرض سرطان الحلق وهي في الثانية والخمسين من عمرها في أعقاب تخرجه في الجامعة ، الأمر الذي كان له الأثر العميق عليه. إن علاج مرضى السرطان في بريطانيا ليس على درجة عالية من الكفاءة.

من جهة أخرى صرحت شيري ، زوجة رئيس الوزراء البريطاني التي تقود حملة للدفاع عن مرضى سرطان الثدي أنها فقدت عمتها المحبوبة بعد أن أصيبت بذات الداء.

الطريف أن نواباً من مجلس العموم البريطاني عبروا عن سخريتهم من الحرب التي يقودها بلير ضد مرض السرطان لأنها لا تكلفه سوى تقديم فناجين شاي وشرائح البسكويت لعدد من العلماء والأطباء الذين يستضيفهم في مقر إقامته في 10 داونينج ستريت ليسمعهم بعض القصص الحزينة عن صراع بعض أفراد أسرته مع المرض، دون أن يخصص التمويل اللازم لهذه الحرب الشريفة بدلاً من انفاقها في حرب العراق.

[email protected]