آراء في قمع المثقفين للمثقفين (1 ـ 2)

TT

أثار انتقادي محاربة المثقفين العرب مع من يختلفون معهم في دائرة الرأي، ردودا ثمينة نشرت على موقع «الشرق الأوسط» الالكتروني. وحاز الحجر على أشخاص كالدكتور فؤاد عجمي بمنعهم من الكتابة أو النشر أو المؤتمرات أو الحوارات الإعلامية، على مثار اهتمام المعلقين.

باسم من أميركا كتب معلقا، «كنت في وقت من الأوقات أشمئز من فؤاد عجمي قبل أن أقرأ له، لكنني بعدما تعرفت على أفكاره أكثر، أدركت أن ما وصل إليه من تطرف، هو تطرف وصل أغلبنا إليه، ولو في لحظة واحدة قصيرة من اللحظات. والله لم أعد ألوم عجمي، فقد يكون التطرف أحيانا في نفي الذات والأصل، نابعا عن حب أعمق مما يتخيله البعض».

ويؤيده عادل علي من كندا الذي تساءل: «هل قرأ هؤلاء المثقفون الذين لا يريدون ان يشاهدوا عجمي كتبه أو طالعوا مقابلاته؟ د.عجمي مفكر من الطراز الأول في واحدة من أبرز الجامعات في العالم».

ولرامي نابلسي من باريس رأي مضاد يقول فيه، «أنا أتفهم تماما ضيق صدر الكثير من المثقفين العرب والمسلمين من الكتاب، مأمون فندي وفؤاد عجمي، ومكية، والعفيف الأخضر، وشاكر النابلسي، وغيرهم من «غلاة الليبراليين»، ببساطة لأن طروحاتهم تصدم من لم يتعود على أن يرى ما يعتقده تحت الهجوم المباشر. والمسلم و/أو العربي ليس بالإنسان الإنجليزي البارد، ولكنه ساخن الطبع ذو غيرة زائدة على كل ما يظن أنه من صلب معتقداته أو قيمه.

يحتاج المرء الى برودة القطب الشمالي فعلا لمناقشة هؤلاء.

ومع هذا، فمشكلة الليبراليين المتأمركين هي نفس مشكلة بن لادن، يحسبون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، فيلقون الكلمات كالخناجر المسمومة، تمزق القناعات وتتجاوز التابوهات.

نحن لسنا أغبياء ونفهم جيدا الخطاب الليبرالي بسائر أنواعه، من الأكثر تطرفا إلى الأكثر اعتدالا. ومع أن هذا الخطاب يبصرنا بالكثير من عيوبنا، كالإفراط في فكرة المؤامرة ودعاوى التخوين، وإلقاء اللوم دائما على غيرنا، إلا أنه خطاب عربي كغيره، أقصد «غوغائي» من حيث يحارب الغوغائية».

أما الدكتور وليد حبي من الولايات المتحدة، فاعتبر القضية مسألة تربوية. «حبّذا لو يُدخل المسؤولون عن تعديل برامج التعليم الابتدائية، دروسا عملية تُعلم التلميذ أنه رغم قناعته التامة بصواب رأيه وخطأ الرأي الآخر المؤكد، الا انه يتوجب عليه أن يكون على قناعة تامة أيضا، بأنه يمكن أن يكون مخطئا في قناعته، وأن الرأي الآخر يمكن أن يكون الصواب».

ويعلق الأخ عمار البصري من الولايات المتحدة بقوله: «ثقافة الرفض والإقصاء ليست مقصورة على صناع القرار، بل الكل يمارسها بيمينه، فإن لم يستطع لها سبيلا فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. فمن اختلف معهم فهو خائن، ومن انتقدهم خرج من ملتهم. يمارسون الدكتاتورية الثقافية، كل من موقعه».