وساطة الجامعة مع ليبيا..

TT

ليت الجامعة العربية وأمينها العام السيد عمرو موسى وبعض العواصم العربية ، تتوقف عن ممارسة ما تسميه وساطة بين الرياض وطرابلس. فالمسألة لا تحتاج إلى وساطة ، وليس هناك خلاف حتى تبدأ الوساطات.

القضية ببساطة أن ليبيا متورطة في مؤامرة لاغتيال زعيم عربي، وأن اعترافات في المحاكم قد أدلى بها المتورط بالجريمة. وأن أدوات الجريمة «وشنطة الأموال» عرف مصدرها والمتورطون فيها ، فأية وساطة يتحدث عنها الأخ عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية.

نحن أمام احتمالين ، أولهما أن ليبيا متورطة بالفعل في محاولة اغتيال الأمير عبد الله بن عبد العزيز ، وهذا ما تؤكده الدلائل ، وما يؤكده انتظار السعودية طيلة الأشهر الماضية ، للتأكد من دقة المعلومات قبل الإقدام على سحب سفيرها، وإما أن يكون لدى الجامعة العربية معلومات ومصادر خاصة ، تبرئ الحكومة الليبية من الجريمة ، وفي الحالتين لا معنى لأية وساطة.

فإذا كانت ليبيا متورطة فكان من المفترض من الجامعة العربية وبقية الدول العربية إدانة الحكومة الليبية ومقاطعتها ، وإلا تحول العالم العربي إلى غابة ، وقد تكرر سيناريو تدليل وعدم إغضاب صدام حسين، طيلة السنوات الماضية في المؤتمرات العربية ، حتى طغى وتجبر وأوصل أمور العراق إلى ما وصلت إليه الآن. وأما أن يكون لدى الجامعة العربية وأمينها العام مصادر ومعلومات تبرئ حكومة ليبيا ، وهنا تحتاج المسألة ببساطة إعلان هذه المعلومات وعدم إخفائها وهو ما نشك فيه أصلاً.

سلوك الحكومة الليبية يجب أن يواجه بحزم وقوة ، فلقد ارتكبت جريمة لوكربي وعوضت الضحايا بمليارات الدولارات من أموال الليبيين ، ودعمت الجيش الجمهوري الايرلندي ، وكذبت بشأن أسلحة الدمار الشامل ، ثم سلمت كل تلك الأسلحة وبطريقة مذلة للولايات المتحدة ، وليبيا لا تتصرف كدولة مسؤولة ، بل كدولة خارجة على القانون ، ويجب على الجامعة العربية ألا تتحدث بالوساطات ، بل بالحزم مع كل الخارجين على القانون.

العروبة ليست علاقة جاهلية ، وهناك عرب شرطة ، وعرب لصوص ، وهناك عرب محترمون وعرب يهربون المخدرات ، وليست العروبة هي علاقة جاهلية متوحشة ، بل علاقة إنسانية يفترض أن تكون متحضرة.