دفاع عن الأقلام!

TT

اثارت عائشة خالد العيدي فزعي.. واخذت اتلفت حولي خوفا من ان تكون القيامة قد قامت وان حملة الاقلام هم السبب.. فالاخت تكتب سلسلة من المقالات تهاجم فيها الكتاب ـ كلهم ودون تخصيص ـ وتتهمهم بانهم اسباب ضياع جيل بأكمله.. ومن عناوينها دعوة حملة الاقلام لاشباع رغبات جيل منكسر.. ولا ادري ما هي آلية الاشباع المطلوبة من حملة الاقلام.. وما هي بالضبط رغبات الجيل المنكسر؟! وماذا يفعل الكتاب او ماذا يكتبون اكثر مما كتبوا.. وهل لهم السلطة لتحقيق الاحلام التي انكسرت.. وكيف؟

انني لا ادافع عن نفسي فقد اوسعت صدري وقلمي ومساحاتي المكتوبة للشباب واثرت اكثر القضايا التي تهمهم.. وتلقيت اجوبتهم ورسائلهم ومكالماتهم ولم يصل الي قط خطاب من شاب واهملته.. وعرضت نفسي وقلمي لمشاكل لست في حل من اذاعتها ولست ادعي في هذا البطولة فانا لست من انصار بطولات حمل الاوراق.

وتأتي هذه السطور ضمن مقال نشرته في «الاقتصادية» تقول الكاتبة فيه: حتى تعي دورك يا صاحب القلم في تأصيل هذه العواطف والعقول للقضايا الاخرى التي تلامس شعورهم الثابت المتحرك المتأصل الغريق.

ما هو بالضبط الثابت المتحرك المتأصل الغريق؟! ثم تمضي الكاتبة: متى تعي نارية مفهوم صاحب قلم وتحترق به، انك تعيش جحيما ثلجيا بهذا البعد الذي تكتوي انت اولا ببرودته، وصقيع قلمك يراقص شبابنا ثانيا بلهيب ونارية هذا البعد غير المدرك الاسباب يا له من تناقض عجيب يكاد يصور ما فوق حدود المنطق نتيجة احتراقنا بأكوام الثلج المتقوقع في بواطننا، او متقوقع داخل اقلام كتابنا! ما حكاية الثلج المتقوقع هذه.. لقد بحثت داخلي عن ثلج متقوقع فلم اجد.. ولا وجدته في الثلاجة ولا في القطب الشمالي.. هل هو نوع جديد من الثلج لم يصل اليه علمنا المتواضع.

ثم ما هو الموقف الذي يتجاوز حدود المنطق، ما هو المنطق الذي تحتكم اليه، وهل هو المنطق الارسطي القياسي.. ام منطق راسل الوصفي.. ام انه مجرد حكم بلا استقراء.

يا اخت عائشة انت تدركين اننا احرقنا اصابعنا من اجل قضايانا.. وقضية الشباب في مقدمتها.. وليس من العدل اهالة التراب علينا وحشونا بالثلج المقوقع.. فقبل كل هذا قولي لنا ما هي سلطة الكاتب في هذه الدنيا والسيف اصدق انباء من الكتب.. والصحف.. والمقالات.