من أحداث الأسبوع

TT

* هل تذكرون فضيحة اميلدا ماركوس، زوجة الدكتاتور الفلبيني السابق ماركوس عندما فتشوا بيتها ووجدوا فيه صالة كاملة مخصصة لاحذيتها الباذخة؟ احصوها فوجودها تتجاوز 1200 حذاء. انها تحاول الان رد الاعتبار لاسرتها بتشجيع صناعة الاحذية الفلبينية، ربما من باب غسل الاثم. فكل احذيتها اشترتها من فرنسا وايطاليا. فتحت الان اول متحف للاحذية في العالم ضم مجموعة من 220 حذاء من احذيتها. افتتحت المتحف بكلمة اشارت فيها الى ان جمال الاحذية يعبر عن تعلق الشعب الفلبيني بالجمال. وهو ما يذكرني بكلمة الرفيق ساسون زلخا، زعيم الحزب الشيوعي العراقي، ومن اسرة زلخا الغنية والمترفة. لاحظ الشرطي عند سوق ساسون الى المشنقة انه كان يلبس حذاء فاخرا من الاسفنج فقال له، «شيوعي ولابس قندرة اسفنج؟!» فاجابه الرفيق، «هي الشيوعية بالراس او بالقندرة؟» يظهر ان السيدة اميلدا تريد ان تثبت ان جمال المرأة الفلبينية يكمن في كندرتها وليس في وجهها. وهذه ملاحظة اسوقها لمن يريد ان يستخدم شغالة فلبينية.

* بعد ان سمحت الدول الغربية للمرأة المجندة بالاشتراك في معارك الخطوط الامامية، جلس الخبراء العسكريون ينتظرون نتائج هذه التجربة. والان وبعد عدة اشهر من مهمات التدريب اصدرت وزارة الدفاع البريطانية تقريرا يفيد بأن نسبة الاصابات في التدريب كانت عند النساء ثمانية اضعاف ما اصيب به الرجال. لا شك ان المحافظين سيتمسكون بذلك كبرهان على عدم جدوى مشاركة المرأة في الخطوط الامامية. ولكن انصار المساواة احتجوا بان السر في هذا التفوق الرجالي يعود الى ان المعدات العسكرية مصممة للرجال. فلو استبدلوا بالدبابات والمدرعات سيارات بورشا ومرسيدس سبورت وجاكوار فضية لتفوقت المرأة عليهم. وعلى كل فقد سمعت بأن القيادة البريطانية اشارت على الضباط بأن يعيدوا تصميم الخنادق لتنسجم مع جسم المرأة، فتكون نحيفة وغير عميقة.

* في معظم دول العالم، تسعى السلطات الى غلق شبكات الانترنت التي تزخر بالخلاعات والشذوذ الجنسي والسمسرة ونحو ذلك من الاثام. ولكنهم في تركيا اغلقوا احدى الشبكات وزجوا المسؤولين عنها في السجن لسبب اخر. وهو اهانة، القوات المسلحة. كل شيء جائز في تركيا الا التعرض للعسكر. فهذا شيء ينص عليه الدستور، كما قرأت. ولما كان الجيش هو كل شيء في تركيا، فقد نظم احد جهابذة الالكترونيات شبكة انترنت خاصة بالقوات المسلحة، اخبارها وتصريحات جنرالاتها، مقابلات مع افرادها، دردشة مع الجنود وهلمجرا. ولكن البائس المسكين اخطأ فضم الى الشبكة بعض النكات والطرائف المتعلقة بالعسكر والحياة العسكرية، فاعتبرت القيادة ذلك اهانة للجيش التركي وتحديا للقاعدة الدستورية «ممنوع شتم العسكر». لا اعتراض على ذلك. اعتراضي الوحيد هو لماذا اعتبروا التنكيت والفكاهة شتما واهانة؟