عن القصيدة المغناة (2 ـ 2)

TT

تحدثت البارحة عن مبالغة الملحن والمطرب العراقي كاظم الساهر في التعاطي مع القصيدة، وقلت ان حالة الساهر لم نجد لها مثيلا طوال تاريخنا الحديث، رغم تفوق العديد من الملحنين في تلحين القصيدة الكلاسيكية كالسنباطي ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش، وتفوق البعض الآخر في تلحين القصيدة الكلاسيكية والقصيدة الحديثة معا، كالاخوين رحباني.

كاظم الساهر يريد ان يكون مطرب القصيدة، ويخطئ الساهر في رأيي اذا اعتقد انه تجاوز حتى الآن اغنيتيه الرائعتين «في مدرسة الحب»، و«زيديني عشقا»، هذا على الرغم من ان الساهر قدم العديد من القصائد بعد النجاح الساحق لهاتين الاغنيتين.

ايضا لم يصل الساهر حتى الآن الى مستوى لحنه القديم نسبيا «اختاري».. وهذا يعني ان اصرار كاظم الساهر على تلحين القصائد، بهذا الكم الوافر، يحمل قدرا لا بأس به من المكابرة والعناء.

آخذ على كاظم الساهر ايضا اهماله للتراث الموسيقي العراقي الذي يعتبر من اهم ما تحتفظ به الاذن العربية، فالتراث العراقي ثري بالمقامات والايقاعات، والموسيقى العراقية لها شخصية متميزة يصعب تجاهلها حتى لو كان الفنان العراقي قد تجاوز النطاق المحلي والعربي ايضا.. واعتقد ان متابعي المؤلفين الموسيقيين وعازفي العود المعروفين عالميا، الراحل منير بشير، والشاب نصير شمة، يعرفون تماما ان الروح العراقية كانت تتجسد في اعمالهما اكثر مما كانت هذه الروح تظهر حتى عند الفنانين الشعبيين العراقيين.

كاظم الساهر ملحن موهوب فعلا، لكن تخليه عن الهوية الموسيقية العراقية، لن يساهم في تميزه، بقدر ما سيجعله شبيها بالآخرين.