فئة الرفض

TT

صناعة الأمم تعتمد بشكل كبير على قدرة الدول على استيعاب مجمل وكافة أبنائها بشكل سوي ومتزن ويكون ذلك عبر رؤية عقلانية فيها قدر هائل من إحسان الظن والتيسير. وفئة الرفض موجودة منذ فترة لا تساعد على تحقيق هذا الهدف المنشود بل على العكس تماما فهي تسعى لتدميره.

ولكن السؤال من هم فئة الرفض؟ هم الذين يرفضون الاعتراف بالهوية الوطنية والعمل لأجلها. هم الذين يرفضون تساوي حقوق كافة أبناء وبنات هذا الوطن تحت مظلة عادلة واحدة. هم الذين يرفضون قراءة ميسرة مرحبة مبشرة لأحكام ديننا الإسلامي الحنيف. هم الذين يرفضون معاملة الأم والأخت والزوجة والابنة على أنها انسانة كاملة لها حقوق وعليها واجبات، مفضلين أن تبقى مغيبة تماما. هم الذين يرفضون الأخذ بمعظم الأحكام والأحاديث والآيات التي تحث على الترغيب والتيسير مفضلين قراءة مجموعة من الأحكام لمجموعة من الأشخاص لتصبح هذه هي الدين كله. هم من يعتقد بوجوب معاداة وبغض وكراهية وتكفير الآخر بلا هوادة مثله مثل كل من يخالفهم في الرأي.

لقد توغل فكر «الرفض» وانتشر أثره في بعض المواقع السعودية معتمدا على ثقافة الملصقات والمطويات وأشرطة الكاسيت والكتب التي تطبع وتوزع بشكل عجيب وسعر أعجب.

في علوم السياسة والاجتماع درست هذه الظاهرة والتي تكررت تاريخيا في العديد من حالات الأمم السابقة، ويسمونه أحيانا تطرفا ومرات أخرى يطلق عليه التحفظ والمحافظة وهذا كله ولد تيارات كالنازية والشيوعية والصهيونية والابرتايد، وهي وغيرها حركات أصولية متطرفة ترفض فكرة العيش السوي والكفوء والمتسامح وتستمد قراءات وتفاسير دينية أو آراء شخصية فترعاها وتكبرها وتعظمها وتجلها حتى يصبح لها الهالة الأشبه بالقدسية. وهذه الفئة الموجودة في السعودية تغلف آراءها بعبارات وشعارات إسلامية ولكن كل نسماتها هي سياسة وسلطة والغاية لديهم تبرر كل وسيلة.

تجارب الأمم السابقة وما مرت به لا تختلف عما يحدث أمامنا هنا اليوم ومهما روج لها على أن المقصد من هذه الأفكار هو النوايا الحسنة والمعاني الجميلة فلا بد من الحذر والاتعاظ منها.

الموضوع وباختصار هو ضد كافة المعاني النبيلة التي كرم بها ولأجلها ابن آدم وكل المعاني التي أتى بها دين الحق وكانت لأجلها نبوة وبعثة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. هو موضوع بغيض وغير اخلاقي، مهما قيل عنه أنه هو أساس الدين وأساس الأصل فهو كلمة حق يراد بها الباطل نفسه. فئة الرفض بيننا وقد انتشروا فاحذروهم.