سلّم لي عليها

TT

«عندما يقول لك أحدهم: هذا سؤال جيد، فتأكد أنه أفضل كثيراً من الجواب الذي ستحصل عليه».

ـ ولقد جربت ذلك بنفسي، وكانت النتيجة فعلاً هي كذلك، لهذا آليت على نفسي أن أطرح على الدوام أسئلة تافهة، لكي أحصل على أجوبة أقل تفاهة من أسئلتي، فتبدو للآخرين أنها أجوبة جيدة، وإذا سألني الآن أحدكم لماذا ترخّص نفسك وتفعل هذا؟!، فأقول له: إنني من المغرمين بالأعمال الخيريّة، وافعل المعروف ثم ارميه في البحر، خصوصاً من أجل أصحاب الأجوبة الجاهزة المعلّبة والتافهة بطبيعة الحال.

**

«من دروس التاريخ أنه ما من شيء يستحسن فعله غالباً، وما من شيء يصح قوله دائماً».

ـ ما أكثر الأشياء التي فعلت عبر التاريخ ولم تكن مستحسنة فعلاً، وما أكثر الأقوال التي قيلت ولم يصح قولها أبداً.. وتلك الأفعال وتلك الأقوال حفرت في صدر البشرية كثيراً من الدمار والآثام، والمؤلم المؤلم، أنه رغم هذا، ما زالت كتب التاريخ تحتفظ بها بين أوراقها، وما زال الكثير يمجدونها ويقتاتون على مخلفاتها الكاذبة والمهينة.

**

«المرح لا يعلم، وهو يقتضي إلى جانب البراعة والذكاء، مقداراً كبيراً من طيبة القلب والصبر والتسامح واللطف».

ـ من هو الذي يستطيع أن يجلب لي المرح ـ خصوصاً عندما أكون نائماً ـ وأنا أعطيه ماء عيوني؟!، لا شيء كالمرح مطلوبا لمن هو على شاكلتي، الذي يسهر الليل بطوله ويده على خدّه، نعم ان (المرح) يخلب الألباب، بل ويلغيها ويجعل الإنسان صغير عقل أحياناً ـ لكن لا بأس ـ إذا كان ذلك سوف يملأ رئتي بالهواء النقي، ويجعلني خفيفاً وأكاد أطير من فرحي.. الإنسان محتاج في كثير من الأحيان وليس أحياناً، إلى أن يخلع أرديته الثقيلة، وإلى أن يسير حافياً، وإلى أن يعرف كيف (يتشقلب)، وإلى أن يتقن (زغزغة) الآخرين، وأن يضحك حتى على نفسه، فالهموم ما زالت تتربص بنا خلف الأبواب ولم تمت بعد، والمآسي لا تفرش لنا جناح الذل من الرحمة أبداً، لكنها تحول دموعنا إلى دم.

**

«لا شيء يجعل المرء أوفر إنتاجاً، أكثر من شعوره باقتراب اللحظة الأخيرة».

ـ يا حفيظ، إنني لا أريد أن أنتج، أريد أن أعيش.

**

«الشيطان تكفيه عشر ساعات ليخدع امرأة، والمرأة تكفيها ساعة واحدة لتخدع عشرة شياطين».

ـ سلّم لي عليها، لكن من بعيد!.