أربعائيات.. الكارثة البشرية

TT

يبقى «الإنسان أخو الإنسان» مهما اختلفت الألوان والمعتقدات، ومهما بعدت المسافات والثقافات..!

هناك حزن عالمي جميل على ضحايا الزلازل الآسيوية. فالمأساة وحدت الناس، وصور الضحايا والمفقودين والمدن التي استباحها البحر، والأطفال الذين بلعتهم الأمواج، والعجائز الذين جرفتهم العاصفة ، جعلت التعاطف الإنساني مع الضحايا، أحد الصور الناصعة في التكاتف البشري..!

متى يأتي النهار الجميل.. حين نتعامل مع الإنسان باعتباره كائنا بذاته لا بغيره..! الإنسان بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه وثقافته، هو قيمة كبرى وإضافة جميلة لهذا الكون..!

الناس تجمعهم الضحكة والدمعة. كل الأمم تضحك وتفرح عندما تجد فرصة لذلك. وكل الأمم تحزن وتبكي عندما تلتقي المأساة..!

الدمع والضحك مؤشران كبيران لوحدة الجنس البشري، مثلما الموت والولادة شاهدان كبيران على وحدة الإنسان، ومثلما الرحلة القصيرة بين صرخة الولادة وشهقة الموت، تستحق منا عناء المحبة ووحدة الإنسان..!

الكارثة الآسيوية.. فقدان آلاف مؤلفة من البشر الذين فقدوا أحبتهم، هو درس للجميع ومؤشر على روح التعاطف بين الناس. وعندما ترشح عيون البشر بالدموع، وهم على بعد آلاف الأميال من الزلازل، وهم لا يعرفون القتلى، ولا ينتمون إلى ثقافتهم، ولا يتحدثون لغتهم، وعندما نرى هذا التضامن البشري الحزين مع الكارثة، نشعر كم هو مهم أن تنتشر ثقافة المحبة والتسامح، وأن نتذكر أن الإنسان أعظم كائنات الله على الأرض، وأن أطفال العالم يستحقون حياة أفضل، وأن الحروب والمجاعات التي يصنعها الناس بأيديهم هي التوأم السيامي لغضب الطبيعة الذي لا يرحم، والفارق الوحيد أن الكوارث الطبيعية انتحار لا دخل لنا به، وأن الحروب والكراهية والمجاعات هي انتحار من صنع البشر..!

ليتنا نرضع أطفالنا مع حليب أمهاتهم أن الإنسان أخو الإنسان، ليتهم يحفظون عن ظهر غيب «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».