مفاجأة سعودية سارة؟

TT

بدأت بورصة الإشاعات عن أسماء مرشحة لمجلس الشورى بعد الحديث عن زيادة أعضائه من 120 إلى 150، ويدور الحوار في معظم الأحيان في هذا الشأن أن الاختيار سيكون من داخل أروقة الجامعات أو من خارجها.

وهناك طبعا العديد من الكفاءات الوطنية المؤهلة لتبوء هذه المناصب بجدارة. ولكن ماذا لو تم استغلال هذا الظرف وتقديم مفاجأة سعودية سارة؟

إن هناك العديد من الكفاءات النسائية المميزة في البلاد، إلى درجة أن السعودية بدأت في تصدير تلك الكفاءات الاستثنائية إلى خارج البلاد، فالأمم المتحدة تشهد على ذلك بوجود الدكتورة ثريا عبيد في خامس أهم منصب في هذه المنظمة العالمية الكبرى. وها هي جامعة كبرى في البحرين تتبوأ رئاستها سعودية هي الدكتورة سهام الصويغ، وهناك غيرهن من الكفاءات الهائلة الموجودة في الكثير من المحافل المختلفة.

والمرأة ولسنوات لعبت دورا رائدا في منظومة العمل الاجتماعي والمهني، سواء كان ذلك عن طريق العمل المؤسسي المنظم أو الفردي العشوائي. ولم تعد سرا رغبة القيادة السعودية في فتح المجال أمام المرأة لتمكينها من ممارسة دور في مجالات مختلفة، وظهر ذلك خلال تضمين عضويتها في مجالس مستحدثة أخيرا.

ولا يأتي هذا التوجه السعودي الذي يحدث بعيدا عن المجريات الإقليمية الخليجية والعربية في هذا المجال، ففي بلدان المشرق العربي تتبوأ المرأة مناصب قيادية في شتى المجالات ومنذ فترة ليست بقليلة. وأخيرا خطت أكثر من دولة خليجية خطوات قوية في هذا الشأن بتوزير المرأة وتفعيل مشاركتها في أكثر من مجال وطني. وكثير من هذه التجارب تحمل تقاربا كبيرا مع الظروف السعودية الدينية والاجتماعية، وبالتالي هناك العديد من الأرضيات المشتركة التي من الممكن أن تيسر التجربة بالسعودية.

وغير خاف على أحد مطلع على التاريخ الإسلامي، الكم الهائل لما ذكر عن الأدوار المختلفة للصحابيات الجليلات في أمور الحسبة والإفتاء والجهاد والعمل والتطوع، وجميع تلك الأدوار كانت ممدوحة ومستحسنة من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ومن آل بيته وصحابته والخلفاء الراشدين والتابعين.

وعليه فإن الاتجاه العام الذي تسير فيه الدولة تجاه موضوع المرأة وإتاحة الفرصة لها للمشاركة في بناء بلادها بعدالة وسوية، هو مطلب يلبي روح الدين الإسلامي الذي جاء برسالة تكرم الذكر والأنثى.

وحقيقة الأمر أن علينا التعامل مع موضوع كهذا بعقل ومنطق لا بتشنج وعواطف ملتهبة، حيث أن هذا ما هو إلا عمل ومنصب، والمرأة تقوم بذلك في مجالات وقطاعات مختلفة كالطب والتعليم مثلا.

لقد خطت السعودية وبجدارة، خطوات هائلة في مجالات كثيرة، وآن الأوان لتقديم نفس الروح التي مكنتنا من التفوق اقتصاديا لتمكننا من إحداث السوية الاجتماعية المنشودة. وكل الأمل أن نتعاون جميعا وبسوية في تسهيل تقديم مفاجأة سعودية سارة لنفرح بها لا المرأة السعودية فحسب بل المجتمع ككل.