من جنسية أخرى!

TT

رسالة من القارئة (هـ. ن) من المغرب تقول فيها: إنني قارئة لك ولسنوات طويلة، أوافقك الرأي أحياناً وانتقدك أحياناً أخرى. مشكلتي هي التعددية التي أعيشها، فأنا ابنة لأبوين من دولتين مختلفتين. أما علاقتهما فهي شأن اختلاف جنسيتيهما، خلافات انتهت بالانفصال فذهبت للعيش مع والدتي في بلدها وأنا أحمل جنسية والدي بالطبع، وحصلت على إجازة في الاقتصاد ودخلت مضمار العمل. هناك تعرفت ببعض الزملاء الذين بادلوني الإعجاب وفاتحوني بأمر الزواج، فما أن يعلموا أنني من بلد آخر حتى يترددوا وينتهي كل شيء بفشل ذريع. والمشكلة التي تواجهني الآن هي كيف أنتقي شريك حياتي وأنا أشعر بأنني غريبة في بلد والدتي رغم أني تشربت عاداتها وتقاليدها وأحببتها جداً. وهل أقبل بأي شاب من بلد والدي رغم عدم إحساسي بجدوى التفاهم والتواصل سيما أنني عشت بعيدة عن عادات وتقاليد بلدي الأصلي؟

إنني في حيرة شديدة من أمري، ماذا أفعل وكيف أتصرف. هل أتخلى عن العادات الجميلة التي أحببتها وألفتها في بلد ولادتي، أم ماذا؟ دوامة من الأسئلة تشتعل في رأسي دفعتني لرفض أي ارتباط لمعرفتي المسبقة بنتيجتها. وشكراً لاهتمامك.

ـ إنني مندهش لما تقولينه عن شاب يحبك ويصل الحب الى مرحلة الخطوبة، فإذا ما علم أنك من بلد آخر سارع بالانسحاب. إن مثل هذا الشاب ضيق الأفق وربما من الأفضل لك ألا تتزوجيه، فإذا كان من البداية ليس من التحضر والقوة بحيث يتزوج من يحب فإنه سيظل على هذا القدر من التخلف في جميع شؤون حياته خاصة ما يتعلق بك. لا تتخلي عن شيء أنت مقتنعة به، فما دامت حياتك في بلد والدتك أرضتك فتمسكي بها، ولكن في نفس الوقت لا ترفضي حب شاب يتقدم لك لمجرد خشيتك ان يتركك اذا علم بأنك من بلد آخر. من المؤكد ان هناك شباباً لا يهمهم جنسيتك الأخرى. وهناك ملايين الزيجات بين جنسيات مختلفة وحتى من أديان مختلفة استمرت واستقرت، فلا تترددي ولا تحتاري.. ولك دعواتي وتمنياتي.