أربعائيات.. حفلة الزار..!

TT

أخاف عليكم من الخرافة والوهم والركض وراء المجهول.

نفتح الصحف في عديد من العواصم العربية ، فنراها تتسابق في نشر الشعوذة والسحر والخرافة ، حتى أصبحت تجارة رائجة. وحيث يتسابق الدجالون والمشعوذون، في الضحك على ذقون الناس ونشر الخرافات والأكاذيب..! يكتبون شعوذة ، ويصنعون منها جوامع ، تعلق على صدور المرضى والمحبطين ، ويقنعون الناس بقدرتهم على معالجة الايدز والعين والعجز الجنسي..!

العالم يدعو العلماء والمبدعين ليحاضروا في جامعاته ومختبراته ومعاهده ، ونحن ندعو السحرة والمشعوذين، خبراء في الكذب مهمتهم تخريب البيوت وإفساد حياة الناس. ونسمح للمتطرفين والخوارج الجدد ، بنشر تطرفهم في مساجدنا ومدارسنا، حتى تمكنوا من عقول شباب بعمر الزهور، أقنعوهم بتفسيرات لكتاب الله وسنة رسوله ، هي اقرب إلى الشعوذة منها إلى أي دين أو عقيدة. جاء النبي العربي معلناً الحرب على الشعوذة ، ناشراً التسامح بين الناس، وجاء من يدعون ، زوراً وبهتاناً أنهم أتباعه ، يعيدوننا إلى جاهلية أولى ، لا تؤمن بعقل ولا تحتكم إلى منطق ولا تؤمن بحوار..!

انظروا كيف نصّبوا أنفسهم منجمين قارئين للغيب، مفسرين الظواهر الطبيعية على هواهم. كتب أحدهم أن الطوفان الآسيوي هو تجارب نووية ، قامت بها أميركا في المحيط ، وكتب غيره بأن الله غضب على الاندونيسيين، لانتشار الموسيقى والرقص في جاكرتا..!

هل المطلوب أن نلغي عقولنا وعقول شبابنا، ونسلم مفاتيحها لهؤلاء المشعوذين في الإعلام العربي كالفطر، وهل المطلوب إغلاق مستشفياتنا واحتقار أطبائنا، والاستعاضة عنهم بحفلات الزار وحرق البخور. ولماذا تتفرج الحكومات ووزارات الأوقاف والصحة على انتشار الخرافات من دون حراك. تبشرنا صحيفة عربية بوصول «ساحر جبار» إلى عاصمة تلك الدولة ، وتطلب من المرضى والمحبطين الاستعداد ، فابكوا على خيبتنا، وعلى جيل حاول أن ينشر الثقافة والعلم والتسامح، فخلف جيلاً يرضع الخرافة من ثدي أمه ، ويفهم الدين جهلاً وتعصبا وسحراً.