نعم.. احذروا الغضب العراقي..!

TT

الذين اجتاحتهم سورة غضب عارم من مسؤولي دول مجاورة للعراق، على وزير الدفاع العراقي السيد حازم الشعلان، هل كانوا ينتظرون منه باقات ورد؟ ام توقعوا ان يبعث اليهم بطاقات شكر مخطوطة بماء الذهب؟

من الطبيعي ان يغضب الوزير العراقي المرة تلو الاخرى، كما أي عراقي آخر، وهو لا يرى نتيجة ملموسة للجهود التي بذلتها حكومته وحكومات اخرى، لاقناع بعض دول الجوار بوقف تدخلها المباشر في شؤون العراق، أو وضع حد للتسهيلات التي تقدمها للارهابيين.

لم يكن الوزير الشعلان المسؤول العراقي الوحيد الذي يسمي الاشياء باسمائها الحقيقية، فمثله فعل زميلاه وزيرا الداخلية والخارجية. ولم يتردد حتى رئيس الدولة ورئيس الوزراء، في الاعلان صراحة عن اسماء الدول التي تتدخل في الشؤون العراقية، وتقدم الدعم والتسهيلات للارهابيين. وكان على هؤلاء المسؤولين ان يفعلوا هذا، بعد ان اخفقت الدبلوماسية في حمل المعنيين على ان يرعووا ويعودوا الى الرشد، وتتحرك الدماء في عروقهم، لمشهد القتل الجماعي والتخريب العشوائي المتواصل في العراق، فمن حق الشعب العراقي ان يعرف الحقيقة من هؤلاء المسؤولين، الذين من اول واجباتهم اشهار هذه الحقيقة، باعتبارهم موظفين مكلفين بخدمة الشعب والوطن.

لم يعد خافيا على اغلبية العراقيين، ان ايران تتدخل على نحو سافر في شؤون بلادهم، عبر عناصر مخابراتها المنتشرين في معظم محافظات الجنوب والوسط، وفي الشمال ايضا، وعبر الاموال والاسلحة التي توزعها على بعض العشائر والجماعات، وعلى مجموعات «إسلامية» انشأتها.

ولم يعد سرا على اغلبية العراقيين، ان فلول نظام صدام الذين فروا الى الخارج مع الاموال العامة التي سرقوها، حوّلوا البلدان التي اقاموا فيها الى قواعد، لتمويل ودعم اعمال العنف والارهاب في العراق. وهذا يشمل سورية والاردن ولبنان والامارات وقطر، واليمن على وجه الخصوص. ومن السذاجة بمكان تصور ان هؤلاء ينشطون بغفلة تامة، عن اجهزة حكومية ومؤسسات خاصة في هذه الدول، مثلما من البلادة بمكان الاعتقاد بان الانتحاريين من الاصوليين المتطرفين القادمين من الخارج، قد عبروا حدود العراق، خصوصا من جهة الغرب، من دون أي دراية لاجهزة الامن والحدود في بلدان الجوار، فالمعروف ان جيران العراق جميعا يفرضون سيطرة فعالة على حدودهم بأكملها، مما يجعل من المستحيل اختراقها، وهذا راجع الى تاريخ قديم، عندما ارغم نظام صدام الجيران على فرض رقابة صارمة على حدودهم، لصد محاولاته اختراقها للقيام باعمال ارهابية، كما فعل مع سورية، او لاجتياحها عسكريا، كما فعل مع ايران والكويت.

الغضب العراقي على بعض الجيران لا يقتصر على وزير الدفاع وزملائه في الحكومة.. انه عام، وحذار.. حذار من ان يتحول الى كراهية.

asharqalawsat.com @ a.hussein