يا حمرة الخجل!

TT

حمرة الخجل التي تظهر على الوجه وتصبغه بلون وردي، التي كثيرا ما تغنى بها الشعراء الرومانسيون في قصائدهم على اعتبار أن حمرة الحياء والخجل هذه التي يعتبرها البعض علامة تشير الى جاذبية المرأة لا تقابل بالترحاب دائما من بعض الفتيات والشبان الذين يحاولون اخفاءها بحجة ان ظهور اللون الوردي على الوجه في بعض المواقف يعوقهم عن التواصل في الحياة الاجتماعية وعن احراز النجاح والتقدم في الحياة العملية.

يقول احد الباحثين في هذا المجال ان هناك سببين وراء احمرار الوجه لدى البعض من دون البعض الآخر، الأول نفسي بمعنى ان تورد وجنات الوجه يظهر لدى الاشخاص ذوي الادراك قد ينتج عن علاقات غير سوية في حياتهم او عن مشاكل عانوا منها في مرحلة الطفولة** والسبب الثاني عضوي بمعنى ان هناك اناسا قد خلقوا ببشرة اكثر رقة من الآخرين، لذلك عندما يشعرون بالحرج يظهر هذا الشعور سريعا على وجوههم.

في الحقيقة ان ظاهرة احمرار الوجه تساعد على التوازن الصحيح لدرجة حرارة اجسادنا، ففي كل مرة نجري فيها لنلحق بحافلة او نجري على درجات السلم تتمدد الأوعية الدموية وتتسع مما ينتج عنه احمرار الوجه، وبذلك يفقد الجسم شيئا من الحرارة ونفس هذه الاشياء تحدث عند احساس الانسان بالارتباك او الخوف او العصبية او الخجل.

ومن المستحسن ان يفكر المرء في ظاهرة احمرار وجهه بصورة اكثر ايجابية، فاذا حدث ذلك فسوف يتبين له ان هذه الصفة محببة جدا لدى الآخرين لأنها تشير الى شخص شديد الحساسية ويتمتع بقدر من الحياء والخجل الجميل الذي يؤكد على ان انسانيته حاضرة في كل الاوقات.

لكننا لا بد ان نلاحظ ان حمرة الخجل اصبحت من علامات الماضي الجميل.. فأين هي حمرة الخجل في وجوه حكام أميركا واسرائيل؟! وانجلترا ايضا.