يهود من أجل العدالة

TT

بين ما تسلمته من بطاقات التهنئة بمناسبة رأس السنة الجديدة، بطاقة تحمل رسماً بالاصباغ المائية للجدار الفاصل في ناحية أبو ديس وعبارة «بورك العاملون من أجل السلام» كانت بطاقة انيقة وجميلة ومعبرة بعثت بها إلينا السيدة جل قفاش قرينة صديقنا الاذاعي والمحلل النفسي المعروف عبد السلام قفاش.

قبلت البطاقة لأرى مصدرها فإذا به منظمة «يهود من اجل العدالة للفلسطينيين». وتحتها هذه الفقرة التي تعبر عن برنامج المنظمة انقلها بالنص قبل ان اعلق عليها: «يهود من أجل العدالة للفلسطينيين» شبكة حملة من اليهود في بريطانيا ممن يعارضون السياسات الاسرائيلية التي اخذت تقوض الحقوق المعيشية والانسانية والمدنية والسياسية للشعب الفلسطيني. نحن نستهدف ضمان سماع الافكار اليهودية المعارضة لسياسة الحكومة الاسرائيلية. نحن نقدم الدعم للفلسطينيين الذين وقعوا في دوامة العنف والقمع المتصاعد والمنظمات العاملة معهم. «اليهود من أجل العدالة للفلسطينيين» تؤيد حق الاسرائيليين في العيش بحرية وأمان ضمن حدود 1967. للحصول على المزيد من المعلومات اكتبوا لنا على ص.ب 37402 لندن N3 2GX أو زوروا موقعنا على www.jfjfp. org.

لماذا شغلت نفسي بترجمة وكتابة هدف الجمعية والمقصود فيه البريطانيون وليس العرب؟

فعلت ذلك لأن العرب احوج من البريطانيين لفهم هذه الحقيقة، وهي ان بين اليهود يهوداً نبلاء احرص على حقوق الشعب الفلسطيني منا وأقول ذلك من منطلق تجاربي الخاصة. لقد قضيت سنين طويلة من عمري أعمل مع الفلسطينيين ومع اليهود الطيبين. واقولها بكل صراحة، وجدت الفريق الثاني اكثر حرصاً على سلامة وكرامة الفلسطينيين منا وأكثر تألماً وشفقة على ما يحل بهم.

الحقيقة هي ان الفلسطينيين اخطأوا كثيراً بالاستماع لنا ولزعمائنا بدلاً من الاستماع لزعماء هذا الفريق من اليهود الطيبين. لقد ظهرت في الثلاثينات مدرسة واسعة من المفكرين اليهود من امثال نورمان بنتويش ومارتن بوبر وحاييم جيكبسون والدكتور ماغنز والمجموعة الكبيرة من اليساريين واللبراليين اليهود الذين دعوا لإقامة وطن مزدوج القومية، وطن يهودي عربي. لم يستمع أحد لرأيهم. ماتوا وماتت معهم فكرة الوطن المزدوج القومية.

ومات معهم في الواقع الصوت اليهودي العادل والانساني نتيجة تطرفنا واصرارنا على الكعكة كاملة وصدودنا أمام هذا الفريق فخلت الساحة لبن غوريون وغولدا مائير وبيغن وشارون ومن لف لفهم من زعمائنا ايضاً.