مطلوب قمة عربية عاجلة..!

TT

عقد العرب مؤتمرات قمة كثيرة، ابتدأت في القاهرة لمواجهة المشروع الصهيوني قبل إعلان دولة إسرائيل، وعقدت القمة ولم يتوقف المشروع الصهيوني. وعقدوا قمة اللاءات الثلاث في الخرطوم، لا حل، لا تفاوض، لا اعتراف، فتفاوضوا واعترفوا وعقدوا الصلح مع إسرائيل، واجتمعوا لإخراج صدام من الكويت، فانتهت المسألة إلى تحالف دولي قادته الولايات المتحدة..!

كل القمم العربية كانت تستهدف إطفاء حرائق، وليس طرح مشروع تنموي. حريق قيام دولة إسرائيل، وحريق تحويل مجرى الأردن، وحريق أحداث 1970 في الأردن، وحريق احتلال الكويت. والمشكلة أن محطة الإطفاء العربية، عندما تصل إلى الحريق، تكتشف أن سيارات إطفاء الحريق بلا مياه ولا خراطيم لنقل هذه المياه، فيتحول من يفترض أن يكونوا رجال إطفاء، إلى متفرجين مثل بقية الجمهور.

نقول ذلك بعد نشر أرقام الأمية في الدول العربية، وهي أرقام مخيفة ومحزنة، وتدل على الخيبة والفشل. فأعداد الأمية في تزايد، حيث ارتفع عدد الأميين من 50 مليونا في 1970 إلى 61 مليون في 1990، ومن المتوقع حسب الأرقام المعلنة، أن يصل عددهم إلى 70 مليونا بالتمام والكمال خلال هذا العام...!!

ما رأيكم بقمة عربية لمحو الأمية لا جدول أعمال، ولا بروتوكولات، ولا بيانات شجب للاستعمار وإسرائيل. بل اجتماع بلا ميكروفونات ولا كاميرات، يحضره رؤساء الدول ووزراء التربية والمالية، ويفضل عدم تواجد وزراء الداخلية والدفاع، حتى لا تطرح قضايا تعزيز ميزانيات الدفاع والأمن، وتطرح فيه برامج جادة وميزانيات كافية من أجل حرب ضد الأمية..!

الحرب ضد الأمية ستكون حرباً ضد التخلف، وضد الإرهاب والتطرف، ومن أجل الإنسان والتنمية..! مطلوب قمة عربية من أجل إعلان الحرب على أمية القراءة والكتابة، وعلى الأمية التقنية، أمية الإنترنت والكومبيوتر.

هل يفعلها العرب.. أشك، وأشك في عدد من سيقرأون هذه المقالة..!