مقاومة الاحتلال هي مفتاح السلام

TT

جنرالات اسرائيل وعلى رأسهم (آرييل) شارون، يهددون باعادة احتلال المدن الفلسطينية المقطوعة الاوصال وشارون مجرم الحرب يهدد الولايات المتحدة بأنه سيضطر الى عدم ضبط النفس في مواجهة الارهاب الفلسطيني الذي اصبح ـ حسب قوله للسفير الاميركي في تل ابيب ـ استراتيجية ولم يعد تكتيكا وزئيفي يتحدث عن ضرورة قيام الجيش الاسرائيلي باعادة احتلال المدن او اجزاء منها بشكل مؤقت او دائم كي يضع جيش الاحتلال حدا لاطلاق النار والقصف.

مهم جدا.. انهم يحاولون اثارة الفزع والرعب في اوساط الشعب الفلسطيني، بحيث يغادر السكان مناطقهم وبيوتهم ويهجرون الى حيث الامان من ارهابهم.

لكن كل هؤلاء يعيشون في الماضي والافكار التي تعشش في اذهانهم اكل الدهر عليها وشرب، ولم تعد قابلة للتطبيق. ولم يعد هناك قابل لها او مقر بها. انهم يمثلون دولة شريرة استعذبت الولايات المتحدة في لحظة من اللحظات ان تجعل منها فزاعة للعرب ـ كما جاء على لسان فضل الله علامة المسلمين في لبنان.

الدولة الشريرة او الشرانية هي اسرائيل، وهي مصدر الارهاب والعدوان وستجني الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تساند اسرائيل سلاحا ومالا وتكنولوجيا، ثمن خلق ودعم تأييد شرانية الدولة الشريرة.

فالربح الذي جنته الولايات المتحدة والغرب من تسليح هذه الدولة الشريرة وتمويلها يكاد ينفد. وسيصبح الاستثمار فيها او في دورها الذي اناطته بها تلك الدول، استثماراً غير مجدٍ. ليس هذا فحسب بل ان استثمار هذه الدول في الدولة الشريرة اسرائيل سيتحول الى مصدر للخسارة التي لم تقدّر الولايات المتحدة والغرب حجمها حتى الآن. ونحن نقول هذا الكلام من باب النصيحة لوجه الله ولمصلحة الشعوب وامنها واستقرارها ورفاهيتها. ومن اجل السلام في كل مكان.

لم تترك الولايات المتحدة للفلسطينيين ولاشقائهم العرب مطرحا للصلح. فهي تساند العدوان الاسرائيلي وتزود اسرائيل بآخر واحدث اسلحة الدمار الفرعي والشامل. وهي التي تسمح لها باستخدام هذه الاسلحة لقتل المئات والآلاف من المدنيين من دون حساب. فماذا تريد الولايات المتحدة من الشرق الاوسط؟ هل تريد مصالحها؟ ام تريد مصالح اسرائيل؟ وآن الآوان، بعد خمسين عاما من الخربطة الناتجة عن تكالب الحكام على الحكم وكونه لا يقوم الا استنادا لدعم الغرب فقد اصبح تكالب الحكام على رضى الغرب. بعد ذلك ـ انتشر الوعي واصبح الامر واضحا، واصبح بذلك استمرار دعم الغرب لاسرائيل، لتكون شرطيهم لتأديب العرب، دعما لن يؤدي الا الى انهيار استثمارات الغرب واصدقائهم في المنطقة. فقول العرب رغم غياب الشرق وما كان الشرق يوماً الا مخالفا تكتيكيا لمصالح استراتيجية. ولم يكن يوما من الايام مستثمرا حقيقيا في حركة الشعوب الطامحة للنهوض بعد ضمور الاستعمار.

يقود الآن للكلام الموجه للولايات المتحدة:

باول يزور المنطقة الآن. ولباول معرفة بالوضع. وهذه ليست اولى لمساته الشرق اوسطية. وليس صحيحا ان هذه الادارة لا تعرف الكثير عن الشرق الاوسط. لذلك لا بد من ابتعادها فترة ما لتلم بالامور، فهي ادارة ادارت حروبا في المنطقة ونائب الرئيس يعرف ذلك. فعندما حطت طائرة ديك تشيني في مطار جدة قبل اندلاع حرب الغرب ضد العراق ـ توقفت حركة كل الطائرات بما في ذلك الطائرات الرسمية كي يصل تشيني للمسؤولين السعوديين قبل غيره ويبلغ الرسالة، قبل ان تتحكم الحكمة بالعقل وتمنع الحرب المدمرة.

وعلينا ان نقول للادارة الاميركية الجديدة من باب حرصنا على ان نكون اصدقاء ـ لماذا كاد الصبر ينفد ولماذا بلغ السيل الزبى؟ نعلم نحن ابناء الامة العربية ـ ان مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط مصالح استراتيجية. وان ذلك نابع من كون منطقتنا ـ تقوم على بحر من النفط وحقول الغاز. ونعلم ان مصادر الطاقة هذه تمكن الولايات المتحدة من الاستمرار في نموها الاقتصادي ـ وتساهم في تحكمها بالاسواق العالمية ـ خاصة اسواق حلفائها الغربيين.

ونعلم ان الولايات المتحدة اعتبرت الاتحاد السوفيتي غريما ومنافسا في المنطقة يهدد مصالحها بالخطر الشديد. وانها لذلك قدمت لاسرائيل دعماً وتسليحاً غير مشروعين وغير عاديين وساندتها بشكل غير مباشر وبشكل مباشر لتصبح الدولة الشريرة التي ترعب الولايات المتحدة من خلالها المنطقة باسرها بمن في ذلك حلفاؤها الاعزاء ونعلم ان كثيرا من المواقف الاميركية اتخذت استنادا لتقارير كاذبة اسرائيلية. وان الولايات المتحدة قامت نتيجة لذلك باستخدام مصالحها وقهرت ارادة الشعوب في المنطقة. (وهي الشعوب التي ارادت وتريد ان تطبق في اوطانها مبادئ الحرية والديمقراطية التي تعلنها الولايات المتحدة وتطبقها داخل حدودها وتنفي الآن حقوق الآخرين بها).

ولاننا نرى ان دول المنطقة اجمالا اصطفت كي تنال مكانا محظيا لدى الولايات المتحدة ولم يعد يهدد مصالح اميركا في الشرق الاوسط اي لون احمر او اصفر او غيره. ولكن سياسة الولايات المتحدة الاستثمارية في اسرائيل الدولة الشريرة أو الفزاعة استمرت واستمرت، ليس على حالها فقط بل استمر الاستثمار بمبالغ اضافية وعتاد اضافي واسلحة دمار شامل اضافية. هذا اصبح غير مفهوم في المنطقة. ساندتم اسرائيل لحماية مصالحكم من الخطر السوفياتي. مفهوم وان كان غير مقبول. والآن لماذا تساندون اسرائيل؟ لماذا تزودوها باسلحة الدمار لتقتل الفلسطينيين العزل ولترهب اصدقاءكم في المنطقة؟ هذا غير مفهوم. ولذلك فهو خطير والخطر هنا سيهددكم ويتهدد مصالحكم.

بالامس شنت طائراتكم غارات على جوار بغداد. لم تعد الامور تخفى على احد هذا عالم اصبحت فيه المعلومة ملكا عاما. لقد هددكم السفاح ومجرم الحرب شارون بانه سيقوم بضرب هذه الاهداف العراقية وبما ان الموضوع حساس طلبتم من اسرائيل ضبط النفس وقمتم انتم بالعمل المشين. وتبين لاحقا انكم ضربتم اهدافا خاطئة. وغدا يهددكم شارون بضرب مواقع الصواريخ السورية فتقومون انتم بضربها استباقا حسب تقارير اسرائيل لحرب ينوي بشار الاسد شنها ضد اسرائيل.

الم تستنفروا اثناء حكم (بنيامين) نتنياهو بناء على تقرير كاذب لضابط موساد اسرائيلي ادعى ان سورية تعد لشن حرب محدودة ضد اسرائيل. وتبين ان الضابط لص. وانه يحاكم الآن او حكم عليه في اسرائيل؟ ألم تصمتوا عندما دمرت اسرائيل سفينة التجسس ليبرتي عام 1967 بعد ان كنتم ارسلتم طائرات محملة بقنابل نووية لمنطقة ضرب السفينة وعندما علمتم ان اسرائيل وليست مصر هي التي قتلت بحارة السفينة واغرقتها لذتم بالصمت ـ لانها دولتكم الشريرة.

ألستم انتم الذين صنعتم القرار 242.

ألستم انتم الذين طرحتم معادلة الارض مقابل السلام.

ألستم انتم الذين قلتم لشارون نوافق على غزو لبنان، لكن ان لم تنجحوا في تصفية قيادة م. ت. ف. فعليكم ان تتعاملوا معها؟

ألستم انتم الذين دعوتم لمؤتمر مدريد على اساس 242 ـ 338.

أليس جيمس بيكر الذي غضب من الدولة الشريرة وابلغها عبر الصحافة رقم هاتف البيت الابيض ليتصلوا حينما يكونوا مستعدين للسلام؟ ألستم.. ألستم..؟

ولائحة طويلة من الاسئلة التي يمكن ان نطرحها عليكم من دون ان نتلقى منكم اجابات. لكننا لن ننتظر الاجابات وسنقول لكم حقيقة ما يدور الآن.

نحن الفلسطينيين شعب يقاوم الاحتلال من اجل الحرية والاستقلال وحماية الارض (او ما تبقى منها) والمقدسات المسيحية والاسلامية.

ونحن لنا بعدنا القومي الاستراتيجي، الذي يمتد من المحيط الاطلسي في نواكشوط الى ملتقى البحر الاحمر بالمحيط الهادي عند باب المندب الى الخليج العربي الى البحر المتوسط.

فنحن لا نخشى قنابل اسرائيل النووية لانها إن استخدمت ستدمر الاسرائيليين كما تدمرنا. ونحن لا نخشى الاباتشي ولا دباباتكم لان الشهادة عندنا شهادة ونحن طعمنا الحياة بمصل لا يهاب الموت ولا يجعلنا نهرب منه. وغيرنا يفعل.

نحن نريد من الولايات المتحدة ان تقف الى جانب مبادئها. ولا شك لدينا ان سياسة دعم اسرائيل تتناقض مع هذه المبادئ. نحن نقول لباول نحن نريد السلام ونتمسك به ونعتقد جازمين ـ من دون ادنى شك ـ ان دفاعنا عن انفسنا ضد الاحتلال وقواته المعتدية التي تستخدم ترسانتكم العسكرية لقتل اطفالنا ـ هو طريق للسلام. ذلك ان السلام في الشرق الاوسط لا يمكن ان يقوم الا اذا انتهى الاحتلال الاسرائيلي للارض العربية. لذلك فإن مقاومة الاحتلال لدحره وانهائه هو طريق اقامة السلام، طالما ان اسرائيل ترفض انهاء الاحتلال بالمفاوضات.

وما نقوم به حق مشروع، بينما ممارسات اسرائيل هي الممارسات الارهابية التي تنظمها دولة شريرة ما زالت تحظى بدعمكم ومساندتكم وتبرعاتكم.

ونقول لباول ايضا ـ نرجو ان لا تتفاجأوا من هبة الشارع العربي لدعم نضالنا. ولا تلوموا احدا إن وَضَعكم بنفس موقع الاسرائيليين طالما ان دباباتكم وطائراتكم وقنابلكم وغازكم السام والاباتشي هي التي تقتل ابناءنا بيد عنصرية اسرائيلية.