منافسة حقيقية

TT

اعتقد ان اهم انجازات الدراما التلفزيونية السورية هو نجاحها الكبير في اضافة عنصر الفرجة او المشهدية كما يطلق عليه البعض، على الدراما التلفزيونية. السوريون ينجزون مسلسلاتهم وفي ذهنهم ان يتوجهوا اولا، الى الحاسة البصرية للمشاهد.. وقد نجح المخرجون السوريون في رأيي في تحقيق ذلك، بسبب قدرتهم على انجاز المشهد التلفزيوني بحرفية عالية واحساس مرهف ومخيلة ثرية.. وقد ساعد السوريين على تحقيق هذا الهدف، توفر بلادهم على طبيعة خلابة ومساحات مفتوحة، بالاضافة الى حصولهم على تقنية حديثة في مجالي الصورة والصوت.. وان كان الحصول على التقنية وحده لا يكفي، فلكي تستفيد من التقنية يجب ان تكون قادرا على توظيفها وادارتها والسيطرة عليها.

جمالية المشهد التي وصل اليها السوريون قلبت موازين الدراما التلفزيونية في الوطن العربي.. فالمشاهد العربي كان يستمع الى المسلسل التلفزيوني اكثر مما يشاهده، لكن السوريين قلبوا المعادلة أو بالاحرى صححوها، فأصبح المشاهد العربي في عهدهم يشاهد المسلسل اكثر مما يستمع اليه.

لكن كل هذا لا يعني ان المشاهد العربي سيكف عن مشاهدة الدراما المنافسة، واقصد بالذكر هنا الدراما المصرية التي ارتبط المشاهد العربي معها برباط وجداني من الصعب ان ينفصم.. كما ان الدراما المصرية ما زالت تمتلك ورقة السيناريو ونجومية ممثليها.. فمن ناحية السيناريو اعتقد ان المصريين رغم اخفاقهم في السنة الاخيرة، قادرون على طرح افكار اكثر حيوية وتقديم شخصيات اكثر ثراء من الشخصيات التي نتابعها عبر الدراما السورية.

اتمنى ان يكون هذا التنافس في مصلحة الطرفين معا، فالمنافسة شرط من شروط النجاح.