شبكة ومعلومات

TT

يسمونها في بلاد الفرنجة بالشبكة العنكبوتية وبات الإنترنت هو القاعدة التي بني عليها الاقتصاد الجديد أو الاقتصاد الرقمي أو اقتصاد المعرفة. وهي جميعا أسماء أطلقت لتسمية الساحة الاقتصادية الحديثة والتي يتم فيها تبادل معلوماتي ومالي وخدمي وتجاري يخترق الحدود بشكل خيالي ومدهش.

وعند انطلاق شبكة الإنترنت بالسعودية تعرضت للكثير من النكات وأصبحت مثارا للسخرية والتندر. وكان يطلق على شبكة الإنترنت في السعودية مسمى الـENTER-NOT نظرا للكم الهائل من المواقع «غير المسموح الوصول اليها»، كما يشير التحرير الصارخ الذي يظهر على الشاشة حين طلب زيارة بعض المواقع. وكان النقد باستمرار يصدر بحق معدل سرعة الشبكة في السعودية وبطئها الشديد جدا وعرفت الشبكة السعودية بـ WWW.NEVERCOM، وسباق السلحفاة (في بطء الشبكة) وقفز الحواجز المستمر في محاولة الوصول للمواقع المحجوبة هي معاناة مستمرة.

والآن ومع مرور فترة غير بسيطة على انطلاقة تقديم خدمت الإنترنت بالسعودية وأخيرا ها هي تقدم بشكل مجاني، يتضح أن الاقبال على استخدام شبكة الإنترنت في تنام وان كان ليس بالنسبة المطلوبة والمتوقعة.

وعليه تبقى ضرورة تطوير الخدمات المقدمة في شبكة الإنترنت أمرا حيويا ومطلوبا ومن الواضح أن شكوى البطء الشديد في الخدمة المقدمة بات شكوى ثابتة. وفي ظل غياب لهذا التطور المنشود والحيوي سيظل المستخدم السعودي للشبكة متأخرا عن سواه وبالتالي لن تلحق السعودية بركاب الدول الاخرى والتي حققت نجاحات لافتة في التجارة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والاعلام الإلكتروني والطب الإلكتروني والتدريب إلكتروني وغيرها من المجالات المتنوعة.

مقارنة قدرات شبكة الإنترنت بالسعودية مع غيرها من الدول يبين واقعا مؤلما وحزينا، فكون الإنترنت تستخدم سعوديا لاجل الرسائل والتحدث واقامة المنتديات وباستثناء بعض الحالات الفردية والخجولة لم تتمكن السعودية من احداث النقلة المطلوبة «إلكترونيا» وهذا يأتي في المقام الاول لهشاشة البنية التحتية للإنترنت وعدم تطوير تشريعات فاعلة تعترف وتتعامل صراحة مع الاقتصاد الرقمي الحديث.

الإنترنت السعودي بحاجة «لخبرة» وعلاج تجعله عنصر تواصل وتطور لا عنصرا معيبا ومعيقا. الرقابة المبالغ فيها على المواقع كان من نتاجها البطء الهائل وغيرها من العلل وبالتالي المستخدم لتلك الخدمة من الحدود الدنيا اللائقة والمستحقة له هو تعويض ذلك بتطوير سرعة الشبكة.

الاقتصاد الرقمي مساحته واسعة وفرصة نادرة، وكل الأمل أن تزال عراقيل النجاح الذاتية الصنع.