نجاحات عديدة.. ولكن؟

TT

الأسبوع المنصرم لم يكون أسبوع أحداث كبرى، باستثناء الصعوبات التي واجهت تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. فلقد استمرت الصحيفة في تغطية أحداث سابقة، أهمها اغتيال الحريري وتداعياته اللبنانية والسورية، والتنافس على منصب رئيس الوزراء العراقي.

كانت تغطية استشهاد الحريري متميزة، ولكن كان هناك ضعف واضح في تغطية تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وكذلك تغطية التنافس على منصب رئيس الوزراء العراقي. ورغم أن الجدل حول تشكيلة الحكومة الفلسطينية انطلق بعد الخبر، الذي نشرته «الشرق الأوسط» عن الأسماء، فإن القارئ للجريدة لا يدري حتى يوم أمس ما هي المشكلة في البرلمان الفلسطيني. من ضد من، ومن مع من؟ هل المشكلة في اختيار رئيس الوزراء نفسه، أم في الوزراء، وهذه قضية مهمة، لأنه لأول مرة يصبح تشكيل حكومة فلسطينية أمراً صعباً في الساحة الفلسطينية.

أما بالنسبة لتغطية تسمية مرشح قائمة الائتلاف العراقي لمنصب رئيس الوزراء، فقد وقع القارئ في مشكلة، فأحياناً نقرأ تقريراً يتحدث بثقة زائدة، عن أن عادل عبد المهدي هو المرشح، ثم تقريراً آخر بأن الشهرستاني أقوى المرشحين، ثم أن هناك إجماعا على الجعفري، ونقرأ أن حظ أحمد الجلبي ليس بالضعيف. ولو قمنا بقراءة متأنية لهذه التقارير لوجدنا أنها أحياناً متسرعة في الحكم على الأشياء، وتعتمد على تصريح عابر أو ملاحظة شكلية.

لو قدر لنا أن نغطي كأس التفوق لهذا الأسبوع، لكان من نصيب خبر «اللبنانيين الاستراليين المطلوبين لبنانياً» (19/2 صفحة1)، فلقد كان ضربة صحافية ممتازة، ولو تابعنا تداعيات الخبر في الصحف اللبنانية والفضائيات العربية لتأكدنا من ذلك. وكانت صورة الطفلة الفلسطينية دامعة العين وهي تستقبل أحد أقربائها الأسرى (22/2 صفحة1)، من الصور الجميلة التي استحقت التربع على الصفحة الأولى.

حادثتا وفاة وقعتا هذا الأسبوع كان يمكن خدمتهما بشكل أفضل. فوفاة الأميرة ناريمان آخر ملكات مصر لم تأخذ من الصحيفة سوى صورة للجنازة. وكان يمكن أن تكون هناك مادة تثقيفية، وخاصة في ظل التعتيم الإعلامي على مرحلة الملكية في مصر. وكذلك كانت وفاة أحد أهم الشخصيات الدينية في السودان وهو الشيخ البرعي، فقد قطعت وسائل الإعلام السودانية برامجها وأذاعت القرآن الكريم، ونعاه رئيس الجمهورية السودانية، وكان من المفترض أن تنشر الصحيفة الخبر مع نبذة عن هذه الشخصية المهمة، بغض النظر عن رأينا وتقييمنا للأشخاص، فنحن نتحدث عن المعلومة وليس عن التقييم.

حذر المراقب الصحافي في الأسبوع الماضي، من نشر الخبر مرتين في نفس العدد، وكانت هناك غلطتان مشابهتان خلال هذا الأسبوع، فقد نشر خبر واحد مرتين في صفحة واحدة (20/2 صفحة 4) «وزير السياحة اللبناني المستقيل يتهم السلطة والمعارضة بإدخال لبنان في نفق المجهول»، وكذلك أعيد خبر في 19/2 صفحة 22 بعنوان «السوق العقاري الكويتي يشهد انتعاشاً»، كان منشوراً قبل يومين فقط في الصحيفة (16/2 صفحة 30).

صفحة أذواق في عدد 21/2 كانت جميلة ومتنوعة بإخراج مفرح، وهي صفحة ضرورية من أجل تأكيد ما قاله المراقب الصحافي أكثر من مرة، من ضرورة أن تكون صحيفتنا لكل أفراد الأسرة، ولكل الأذواق دون الإخلال برزانة الصحيفة.

لا ندري ما سبب تغيير لون الترويسة الثابتة في أسفل الصفحة الأولى من صفحات الرأي، فقد كانت باللون الأخضر أيام الجمعة والاثنين، عكس بقية الأيام، حيث كانت كالعادة بالأبيض والأسود. وكل ما نتمناه ألا ينظر إلى مثل هذه الأمور باعتبارها أموراً صغيرة، ونعيد القول إن الاستقرار ضروري ومهم لاستمرار حميمية الاتصال بين القارئ والصحيفة.

نشرت «الشرق الأوسط» خلال الأسبوع المنصرم 275 خبرا كان للبنان نصيب الأسد 75 خبراً، تلته العراق 69 ، فلسطين 46 ، السعودية 18 .