الدولار الهابط

TT

لدي سؤال واحد حول زيارة الرئيس بوش الى أوروبا: هل ذهب الرئيس وزوجته لورا الى التسوق؟ اذا كانا قد فعلا ذلك فكم كنت اتمنى ان أكون مراقبا متخفيا اسمع ما يقولان، حيث لا بد ان لورا قالت لجورج: «جورج، هل تتذكر كم كلفت هذه الشوكولاته البلجيكية عندما كنا هنا قبل أربع سنوات؟ كان سعر علبة النعناع 10 دولارات، أما الآن فالسعر 15 دولارا؟ فما الذي حدث للدولار يا جورج؟ ولماذا ترتفع قيمة اليورو في الوقت الحالي يا عزيزي؟ ألم يقل رامسفيلد ان أوروبا عجوز؟ لو انه لم تتوفر لنا طائرة خاصة من سلاح الجو، لما كان بوسعنا القيام بهذه الرحلة اعتمادا على راتبك!».

الدولار ينحدر! الدولار ينحدر! ولكن فريق بوش أبلغ العالم انه ما لم تجعل الأسواق الدولار الهابط أزمة كاملة في بورصة نيويورك وحربا تجارية، فانه لن يرفع الضرائب، أو يقلص الانفاق، أو يقلل من استهلاك النفط بأسلوب يمكن حقا ان يحدث انكماشا في ميزانيتنا وعجوزاتنا التجارية ويقلب اتجاه انحدار الدولار. وهذه الادارة مقتنعة بجعل الدولار يهبط وتراهن على أن الأسواق العالمية ستجعل العملة الأميركية تنزلق الى مستوى أدنى بطريقة «منظمة».

ويقول ديفيد روثكوبف، المسؤول السابق في وزارة التجارة في عهد كلينتون انه «اذا ما اخذنا بالحسبان عدد الناس الذين أعادوا تمويل بيوتهم عبر رهن عقاري بفائدة غير ثابتة، فان الدولار الهابط هو نوع من سيف ديموقليس يقترب شيئا فشيئا من رؤوسهم، وبأي نمط من تدهور مفاجئ في السوق يسببه أي شيء من هجوم ارهابي الى علامات على أن بلدا كبيرا بات يعاني من الغثيان بشأن شراء الدولار، فان الفقاعة يمكن أن تنفجر بطريقة مزعجة جدا».

فلماذا يصبح ذلك السيف أقرب؟ لأن الأسواق العالمية تدرك اننا نتعرض الى مشكلتين رئيسيتين لا تريد هذه الادارة معالجتهما: فنحن نستورد الكثير من النفط ولذلك فان الدولار يفقد قوته حيث تستمر اسعار النفط في الصعود. ونحن نستورد الكثير من رأس المال لأننا ندخر القليل وننفق الكثير كمجتمع وكحكومة أيضا.

واشار روبرت هورماتس، نائب رئيس «غولدمان ساكس انترناشينال» الى انه «حين يتساءل الناس عما نفعله بشأن هاتين القضيتين اللتين نتعرض لهما، فانهم يواجهون وقتا صعبا في الحصول على اجابة».

ان الحملة الأجانب لكل هذه السندات يصغون الى جدالنا. انهم يصغون الى بلد يرفض رفع الضرائب، وادارة تتحدث عن اقتراض تريليوني دولار اضافيين حتى يتمكن الأميركيون من استثمار بعض أموالهم في الضمان الاجتماعي بصيغة اسهم. واذا ما حدث ذلك فمن المؤكد تقريبا ان يؤدي الى اضعاف الدولار، والى المزيد من تقليل قيمة سندات الخزينة الأميركية التي يحملها كل اولئك الأجانب.

عندما يعيش بلد على وقت مقترض وأموال مقترضة وطاقة مقترضة فانه يتوسل الى الأسواق ان تنظم ذلك بطريقتها الخاصة وحسب وقتها الخاص. وكما قلت فان الأسواق تفعل ذلك عادة بطريقة منظمة، باستثناء حالات معينة لا تفعل بها ذلك.

* خدمة «نيويورك تايمز»